أخبارالمرجعية

إحياء الذكرى الـ (44) لرحيل المفكّر الإسلامي الشهيد آية الله السيد حسن الشيرازي (قدس سره)

أعربَ شيعة أهل البيت (عليهم السلام) عن تعازيهم البالغة، بحلول الذكرى الرابعة والأربعين لاستشهاد المفكّر الإسلامي الكبير آية الله السيد حسن الشيرازي (قدّس سره)، الذي اغتالته أيادي الغدر البعثية في ثمانينيات القرن الماضي.
آية الله الشيرازي الذي استشهد بتاريخ الـ (16) من شهر جمادى الآخرة، كان أعجوبة إنسانية قلّ نظيرها في عالمنا الشيعي والإسلامي، وهو مؤسس الحوزة الزينبية في سوريا، وصاحب الخدمات الجمّة في خدمة الشيعة والتشيّع، بحسب ما أكّده جمع من العلماء والمفكرين من حول العالم.
هذا ونعت المرجعية الشيرازية الشريفة، رحيل الشهيد السيد حسن الشيرازي (طاب ثراه)، بعد مسيرة حافلة بالجهاد ونشر علوم أهل البيت (عليهم السلام) والتي ختمها بالشهادة في سبيل الله تعالى.
وقال بيان صادر عن المرجعية الشريفة، إنّ “آية الله الشيرازي (قدس سره) كان ينادي بإقامة الحكم الإسلامي وتطبيق القوانين الدينية، كما كان يؤكّد على أنّ التقنين لا يمكن أن يكون إلاّ عن طريق الإسلام والأئمة المعصومين (عليهم السلام)”.
وأضاف بأن سماحته “كان يرفض كل القوانين المخالفة للإسلام كمصادرة الحريات المشروعة على مستوى الفرد والمجتمع، ويؤكّد على ضرورة إقامة الشعائر الحسينية بمختلف صورها باعتبارها وقوداً معنوياً لمواجهة الأعداء”.
وأوضح أيضاً تبيان بعض ملامح شخصيته (قدس سره الشريف) أنه “كان يدعو لمواجهة الاستعمار الفكري والثقافي في الدول الإسلامية، من خلال نشر الإسلام وتعريفه إلى العالم، ومواجهة الأديان والأفكار الباطلة والمنحرفة من خلال تأسيس المراكز الدينية والحوزات العلمية ورفع مستوى النشاط التبليغي في العالم”.
والشهيد الشيرازي هو آية الله السيد حسن بن مهدي الحسيني الشيرازي من مواليد مدينة النجف الأشرف سنة (1354 هـ – 1937 م)، وهو شقيق المجدد الثاني الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) والمرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي.
قدّم (رضوان الله تعالى عليه) خلال حياته المباركة خدمات كثيرة جليلة للإسلام وللتشيّع، بالأخص في سبيل نشر ثقافة أهل البيت (عليه السلام) في مختلف دول العالم، وتحمّل في سبيل ذلك وبرحابة صدر، أشكال وأنواع الآلام والمصائب الكثيرة، لكي يكون بحقّ سائراً على خطى الأولياء والصالحين.
كان (أعلى الله درجاته) من العلماء الذين قضوا سنين عديدة في الخدمة في مناطق وبلاد كثيرة من بلاد الإسلام، وقضى الكثير من سنين عمره الشريف في مجابهة الظلم ومواجهة الفساد.
كما كان (قدس سره) فقيهاً نشطاً، وزاهداً متّقياً، وشغوفاً في حبّه لأهل البيت (عليهم السلام) وخدمتهم بإخلاص، وذلك في مجالات مختلفة، كالمجال العلمي والسياسي، وفي الفضائل، وسار على هذا النهج ولم يتوانَ أبداً حتى وصل إلى مستوى التضحية بالنفس والاستشهاد، غير متراجع أبداً عن خدمة العترة الطاهرة والدفاع عن قضاياهم العظيمة.
وتحلّى السيد الشهيد آية الله حسن الشيرازي (قدّس سرّه) بخصائص كثيرة لم يرَ مثلها في غيره من رجال الدين إلاّ القليل والقليل، ومنها: (وفور علمه، والفكر الأصيل، والبعد الفكري العالمي، ونشر الشريعة، والإخلاص في الدين، والدفاع عن انتفاضات الحرية والأحرار في العالم، والأخلاق النبويّة، وولعه بالخدمة، والأدب الراقي البديع، والذائقة الشعرية، والمنطق الجميل) وغيرها من الصفات الحميدة.
تعرّض (قدّس سره) إلى اعتداء كثير وأذى كبير من قبل النظام البعثي المباد، كان منها السجن والتعذيب القاسي، واضطراره للهجرة من العراق، واستمر النظام المذكور في محاولاته للنيل من السيد الشهيد آية الله السيد حسن الشيرازي، حتى اغتالته أيادي النظام البعثي في لبنان، وأدّى إلى استشهاده (قدّس سرّه الشريف).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى