تناولت صحيفة “سكرول Scroll” اليومية الهندية، وعبر مقال افتتاحي، أحد أشهر الأعمال المسرحية التراجيدية التي تتحدث عن موقعة كربلاء الخالدة واستشهاد سبط رسول الله، الإمام الحسين بن علي “عليهما السلام”.
وقالت الصحيفة في مقالها، إن “الكاتب الهندي الشهير (بريمشاند) كان قد ألّف مسرحية (كربلاء) بهدف تسليط الضوء على التوترات الطائفية التي شهدتها بلاده مطلع القرن العشرين”، مضيفةً أن “هذا الكاتب قد بدأ بكتابة عمله هذا في شهر تموز من عام 1923م وانتهى منه في كانون الثاني 1924م، فيما تم نشره لأول مرة باللغة الهندية في تشرين الثاني من العام نفسه”.
وأضاف المقال أنه “بعد ذلك بعامين، تم نشر المسرحية على شكل سلسلة في صحيفة (زمانا) للفترة من تموز 1926 وحتى نيسان 1928م، كما تُرجمت أجزاء منها إلى اللغة الأردية بواسطة (بريمشاند) نفسه فيما تولّى ترجمة ما تبقّى منها بواسطة مساعده (منير حيدر قريشي)”.
وبيّن كاتب المقال “نشأت زيدي” أن “مسرحية (كربلاء) قد نُشرت لاحقاً على شكل كتاب باللغة الأردية من قبل مؤسسة (لالا لاجبات راي أند سن) بعد ست سنوات من وفاة (بريمشاند) بعد نشرها بدايةً باللغة الهندية”، مضيفاً أن “الكاتب كان قد نقل من خلال قصة كربلاء مشاعر القارئ، إلى منطقة لا تعمل فيها اللغة أو الشعائر الدينية كمبادئ توجيهية للوحدة، بل بالأحرى، تحقيق الوحدة بين البشر كافة من خلال المثل العليا المشتركة للإنسانية”.
وأضاف “زيدي” أنه بالنسبة للمسلمين من أتباع آل البيت الأطهار (عليهم السلام)، فإن إحياء ذكرى الحدث من خلال طقوس عاشوراء، له أصداء مقاومة، إلا أنه ولآفاق أبعد من ذلك، فقد ناشدت كربلاء العالم الأوسع وعاشت في الذاكرة الشعبية، سواء من خلال الأدب الشفهي أو المكتوب، حيث جددت أجيال من المحاورين كقراء وشعراء وكتّاب، قصة كربلاء مراراً وتكراراً من خلال إعادة صياغتها في أشكال استطرادية مختلفة متجذرة في سياقاتها المعاصرة، مما يضفي عليها معنى وإنتشاراً متجددين”.
وأشارت الصحيفة في ختام مقالها، الى أن “رمزية كربلاء كانت قد وجدت أيضاً، بقعةً خاصةً في الخطابات الليبرالية واليسارية والخطابية المناهضة للإمبريالية، كما أنها اندمجت في العقائد الثورية المتأثرة بالفلسفات السياسية الغربية”، مبيّنةً على سبيل المثال أنه “في القصائد الحسينية الأوردية المسماة محلياً بـ (المرثية) والتي إزدهرت تحت رعاية مملكة (عوض) الشيعية، فقد قدّم الشعراء بمهارة عالية، قصة كربلاء بكل ما فيها من تأثر فني”.