شيعة الأردن.. من التضييق والمنع إلى الهجرة بحثاً عن الحرية الدينية
كشفَ تقرير أعدّه موقع (رصيف 22) ضمن صفحة (نحن والفئات المهمّشة) عن المعاناة التي يتعرّض لها الشيعة في الأردن بسبب انتمائهم المذهبي، مما جعل كثيرين منهم يفكّرون بمغادرة البلاد بحثاً عن حريتهم الدينية.
وذكرت كاتبة التقرير بديعة الصوّان بأن “ملف الشيعة في الأردن، يعدّ من أكثر الملفات الجدلية والساخنة على الصعيدين المجتمعي والأمني، وفيما يُنظر رسمياً لأبعاده السياسية، فإن الشيعة ما زالوا متمسّكين بفكرة أن انتماءهم الشيعي انتماء ديني لا سياسي”.
وتابعت، “لا توجد أرقام وإحصائيات رسمية لأعداد الشيعة في الأردن، إلا أن المصادر التي قابلها (رصيف22)، أكدت وجودهم بالآلاف، أفراداً وعائلات، وأغلبهم نزحوا من جنوب لبنان عام 1948، إلى الأردن ويقطنون في محافظات وقرى أردنية عدة، منها الرمثا وإربد، ويندمجون في المجتمع ولا يعلنون عن تشيّعهم بشكل رسمي”.
وتنتقل الكاتبة بين شيعي وآخر لمعرفة شكل المعاناة التي يعيشونها، ناقلة عن كاتب ومستبصر يدعى (علي) قوله: إنه “تعرّض لضغوط كثيرة بعد تشيّعه، واضطرته إلى الهجرة خارج بلده الأردن”.
وأضاف بأن “عدداً من الكتب التي ألّفها تمت مصادرتها ومنعت نهائياً في الأردن، وفي بعض الدول العربية كانت تُشترى وتُحرق، بالرغم من ذلك ما زلت أؤمن بأن الفكر لا يواجَه إلا بالفكر”.
ولا يختلف الأمر كثيراً عن قصيّ، وهو مستبصر أيضاً، إذ يقول: إنه “تعرّض لمضايقات من الجهات الأمنية، وتم استجوابه ومناقشته أكثر من مرة، وأخيراً اضطرر للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومن بعدها إلى المملكة المتحدة، لاستكمال حياته بشكل طبيعي”.
وتشير الكاتبة إلى أن الهجرة هو ما يفعله الكثير من الشباب الشيعة في الأردن، “إذ يفضلون العيش في الخارج بحثاً عن الحرية والأمان والحق في التعبير عن انتمائهم الديني”.
فيما تنقل عن آخرين قولهم: “لا يُسمح لنا ببناء المسجد أو ببناء الحسينية وهو المكان الذي نجتمع فيه لغاية التثقيف الديني وإحياء مناسبات أهل البيت (عليهم السلام) ولا يُسمح لنا أيضاً باستئجار قاعة لإحياء أمر ديني”.