جدّد محبو وشيعة أهل البيت (عليهم السلام) في العراق والعالم الإسلامي، تعازيهم إلى مقام الحجة المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل فقيه أهل البيت (عليهم السلام) سماحة آية الله السيد محمد رضا الشيرازي (تقدّست أسراره الشريفة).
وتوفّي الفقيه الشيرازي بتاريخ السادس والعشرين من شهر جمادى الأولى من سنة (1429 هـ) الموافق لعام (2008 م)، بمدينة قم المقدسة في ظروف غامضة، وعلى الأكثر جرى قتله من قبل أعداء أهل البيت (عليهم السلام)، فرحل إلى بارئه تعالى شهيداً محتسباً.
والفقيه الشيرازي هو النجل الأكبر للمرجع الديني الراحل الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (تقدّست أسراره الشريفة) الشقيق الأكبر للمرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي.
ولِد سماحته في مدينة كربلاء المقدسة سنة (1379 هـجرية)، ونشأ وترعرع بجوار المولى أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) فتعلّم منه درس الولاء والتضحية والفداء في سبيل الله (عزّ وجل).
وتربى (رضوان الله تعالى عليه) في ظل والده الإمام الشيرازي الراحل فتهذب بأدبه وتعلم من أخلاقه وعلمه، فيما بدأ دراسته الأولية في مدرسة حفاظ القرآن الكريم ثم التحق بالحوزة العلمية في كربلاء المقدسة حيث درس مقدمات العلوم الدينية لدى أساتذتها الكبار.
هاجر بصحبة والده إلى الكويت وذلك بعد الضغوط الكبيرة التي لاقتها أسرة الإمام الشيرازي من قبل طغاة البعثيين في العراق.
وفي الكويت واصل دراسته العلمية فقرأ الرسائل والمكاسب على عمه المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي، وإلى جانب ذلك كان يلقي محاضرات دينية علمية على الشباب المؤمن.
وفي سنة (1399 هـجرية) هاجر إلى إيران فَحَلَّ بمدينة قم المقدسة حيث استمر في دراسة السطوح حتى أكملها وبدأ دراسته العالية لدى والده الإمام الشيرازي وعمه وكبار فقهاء الحوزة من أمثال آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني، والمرجع الديني الشيخ مرزا جواد التبريزي، وغيرهم فنال مرتبة الفقاهة والاجتهاد.
كان من أساطين الأستاذة في حوزة قم المقدسة حيث بدأ بتدريس المقدمات والسطوح العالية ومن سنة (1408 هـجرية) شرع بتدريس بحث خارج الفقه والأصول على فضلاء الحوزة وكان مستمراً في تدريسه وعطائه العلمي حتى وافته المنية.
كان (رضوان الله تعالى عليه) قمّة في الأخلاق والتواضع والبسمة على وجهه وحزنه في قلبه كما ورد في صفات المؤمنين.
وقد تربى في مدرسته العلمية عدد من التلامذة الفضلاء وهم اليوم من المدرسين في الحوزات العلمية في مختلف أرجاء العالم.
كما ترك محاضرات علمية وأخلاقية عديدة تبث عبر شاشة عدد من الفضائيات الدينية، فضلاً عن مؤلفاته المهمة، منها كتاب (الترتب) وهو بحث أصولي معمق كتبه للعلماء والمجتهدين، ونال بسببه عدة إجازات اجتهاد.
ومن كتبه تفسير للقرآن الكريم اسمه (التدبر في القرآن) طبع منه مجلدان، فضلاً عن مؤلفات أخرى بينها: (الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله رائد الحضارة الإنسانية) و(خطب الجمعة) و(السلسلة المهدوية) و(ومضات) وغيرها.