اليوم العالمي للغة العربية 2022.. العالم بحتفي بـ”لغة الضاد” ومساهمتها في الثقافة الإنسانية
يحتفي العالم في 18 ديسمبر/كانون الأول باليوم العالمي للغة العربية، ويركز احتفال 2022 على مساهمة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية.
واحتفلت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) للمرة الأولى باليوم العالمي للغة العربية في 2012، وكرَّست هذا التاريخ السنوي لإبراز إرث اللغة العربية ومساهمتها العظيمة في الحضارة الإنسانية.
وتنظم “يونسكو” فعاليات تسلط الضوء على المساهمات الغزيرة للغة العربية في إثراء التنوع الثقافي واللغوي للإنسانية، فضلاً عن مساهمتها في إنتاج المعارف، وذلك من خلال موضوع هذا العام المعنون “مساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية”.
وتجمع اللغة العربية أناساً من خلفيات ثقافية وإثنية ودينية واجتماعية متنوعة، بوصفها إحدى الركائز التي تقوم عليها القيم الإنسانية المشتركة.
كما تنظِّم “يونسكو” بمناسبة الاحتفال الخاص لهذا العام سلسلة من حلقات النقاش والفعاليات الثقافية في مقرها في باريس، حيث يجتمع الأكاديميون والباحثون والخبراء والشباب لمناقشة “التنوع الثقافي: تجربة اللغة العربية وتفاعلها مع اللغات الأخرى”، و”القيم الإنسانية المشتركة: الإمكانيات التي تتيحها التكنولوجيات الرقمية ووسائل الاتصال الحديثة”.
وستتضمن الفعاليات الثقافية رسماً حياً لجدارية للخط العربي ومعرضاً للوحات شِعرية على مدار اليوم. وسيُختتم الاحتفال بإقامة حفل موسيقي.
وينظم الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية 2022 بالتعاون مع الوفد الدائم للسعودية لدى يونسكو، وبالشراكة مع مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية.
وتُعدّ اللغة العربية ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية. وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتكلمها يومياً ما يزيد على 450 مليون نسمة من سكان الأرض.
وقد وقع الاختيار على هذا التاريخ بالتحديد للاحتفاء باللغة العربية لأنه اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973 قرارها التاريخي بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة.
وقد أبدعت اللغة العربية بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء.
وتتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات. ويزخر تاريخ اللغة العربية بالشواهد التي تبيّن الصلات الكثيرة والوثيقة التي تربطها بعدد من لغات العالم الأخرى، إذ كانت اللغة العربية حافزاً إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة.
وأتاحت اللغة العربية إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.