صحيفة تركية: الصحيفة السجادية قيامة علمية ما كانت لتظهر لو قاتل الإمام السجاد عليه السلام في كربلاء
أشادت صحيفة “ييني ميساج Yeni Mesaj” التركية المعروفة، بما أسمته بـ “إحياء العلم” الذي أبدعته الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين علي بن الحسين “سلام الله عليهما”.
وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي، إن “الصحيفة السجادية هي عمل عبادي قدّمه زين العابدين (عليه السلام) لكنها لم تكن كل عباداته كونه (سلام الله عليه) يتّربع على عرش العبادة والأخلاق الحميدة والعمل الصادق، كما أنه ثقّف الأمة وعلّمها بصلواته في ظل الظروف التي شهدها زمانه”.
وأكّد المقال إنه “لو قام الإمام السجاد الى جانب والده (عليهما السلام)، فإن هذه (القيامة العلمية) كانت ستضيع، ولما وجدت هذه الصحيفة طريقتها الخاصة للتعبير عن الحلول السياسية التي لا يمكن تقديمها علناً في ظل الواقع القمعي المفروض من قبل الأمويين”، مبيّناً أن “هذه السلسلة العبادية اضطلعت أيضاً بمهمة بالغة الأهمية في تعليم دين الأمة وتشكيل حياتها الاجتماعية، ناهيك عن منع الانحرافات المُراد فرضها في تلك الفترة العصيبة من تاريخ الإسلام”.
وأشارت الصحيفة التركية التي أوردت في ختام مقالها، مقتطفات من الصحيفة السجادية، الى أنه “من الممكن إعتبار هذه الخطوة من قبل الإمام (عليه السلام)، بمثابة عمل حكيم في التصدي لمسؤولياته في الإنذار والإرشاد بالصلاة في الوقت الذي كانت تُداس فيه القيم الإسلامية بالأقدام، ووصول الفساد الأخلاقي الى أقصى الحدود”.
وبيّن كاتب المقال، أنه “من بين الدروس الواردة في هذه الصحيفة، هو تعليم مناجاة العبد لربه بالمعنى الكامل للعبودية، وعدم التخلي عن الأمل برحمة الله، وحالة الرجوع إلى الإله بقلب كبير، فيما يلفت النظر عند التمعن في هذه العبادات، أن الدعاء الى الله فيها يكون كما لو كان المرء في حالة حب، والتوسل اليه على شكل رسائل من الحبيب لمحبوبه، فيما يظهر الخوف والأمل يسيران جنباً الى جنب”.