احتضنت مدينة كربلاء المقدسة قبل انطلاق الثورة اجتماعات تشاورية ضمت شخصيات سياسية ودينية عراقية كانت تسعى للخلاص من براثن الاحتلال البريطاني الجاثم على صدور الشعب.
وجاء في اصدار (كربلاء في ثورة العشرين) للكاتب سلمان ال طعمة، ان “مدينة كربلاء شهدت انعقاد عدة اجتماعات لمجموعة من القادة ورجال الدين لبحث الاستعدادات اللازمة لقيام الثورة والخلاص من سطوة الاحتلال المتحكم بمصير البلاد والمجتمع، وكان منزل المرجع الديني سماحة اية الله العظمى الشيخ محمد تقي الشيرازي قد احتضن الاجتماع الأول بين القيادات واتفقوا على قيام الثورة بوجه الظالمين وكان المجتمعين قد اتفقوا على الذهاب الى ضريح الامام الحسين (ع) ومعاهدته بالإخلاص في عملهم ولن يتراجعوا عن غايتهم النبيلة حتى لو ضحوا بالغالي والنفيس، لتبدأ بعد ذلك الاجتماعات تتوالى في قلعة الاحرار ومعقل الثوار المجاهدين “.
وأضاف ان “السيد هادي زوين والذي يعتبر حلقة الوصل بين منطقة الفرات الأوسط وبغداد كان قد قصد كربلاء، ليبلغه المجتمعين بضرورة حضور (جعفر أبو التمن) وهو من قادة (الحركة الوطنية) الاجتماع الموسع المنعقد في كربلاء، فما كان منه الا ان يستجيب، كما ان جموع القادة من رجال الدين والقبائل والسادة الاشراف قد قصدوا مدينة كربلاء المقدسة لأداء مراسم زيارة النصف من شعبان وعقد الاجتماعات للمداولة والتحضير”.
وأوضح ان ” اجتماعاً عُقد في منزل السيد (ابي القاسم الكاشاني) المجاور للصحن الحسيني الشريف من جهة باب السدرة وضم أكثر من (28) شخصاً، كما عقد اجتماع اخر في الليلة الثانية بمنزل السيد نور الياسري في محلة باب السلالمة، وكان من بين الحاضرين السيد محمد علي هبة الدين والسيد حسين القزويني والحاج علوان وعبد الكريم ال علوان وطليفح الحسون ورشيد المسرهد وعبد النبي نبر وهم من رجالات كربلاء وساداتها الشجعان، وحضر جمع من رؤساء القبائل والعشائر العراقية من الرميثة والمشخاب والشامية ومنهم السيد علوان الياسري وهادي زوين والسيد محمد رضا الصافي والسيد محسن أبو طبيخ والحاج عبد الواحد سكر وشعلان أبو الجون وغيرهم الكثير”.