أزمة المناخ.. نزوح نحو نصف مليون عراقي بسبب الجفاف
–
يواجه العراق انخفاضاً كبيراً في مستوى مياه نهري دجلة والفرات، كما تسبب ارتفاع درجات الحرارة في تزايد نقص المياه عاماً بعد آخر، ما يجعل العراق من بين أكثر خمس دول في العالم عرضة لتأثيرات التغير المناخي، وفقاً للأمم المتحدة.
وتؤكد مصادر من جنوب العراق أن عدد النازحين إلى مراكز المدن بلغ نحو نصف مليون شخص منذ مطلع عام 2020، وفي منتصف يوليو/ تموز الماضي، وحذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو” من أن الواقع الزراعي في العراق يدعو إلى قلق كبير، مشيرة إلى أن البلد أحد أكثر المناطق تضرراً من تغير المناخ ونقص المياه، وأنه يحتاج إلى مساعدات غذائية.
وأوردت تقارير لوسائل إعلام محلية أن محافظة البصرة، التي يقطنها ما يقارب مليوني عراقي، استقبلت، خلال الأشهر القليلة الماضية، ما يزيد عن 350 ألف نازح ضمن موجة نزوح جماعي، بعد فقدانهم القدرة على العمل في أراضيهم الزراعية، وأن هذه الأعداد الهائلة التي دخلت المحافظة اضطرت إلى العيش في مناطق عشوائية بلا خدمات.
وقالت ثلاثة مصادر محلية من البصرة، إنها باتت من أكثر المحافظات التي تشهد جفافاً، وتحديداً المناطق الشمالية والشمالية الغربية منها، ما دفع عشرات الآلاف من المزارعين إلى ترك البلدات والقرى والبساتين باتجاه مركز المدينة، وهم حالياً من دون مصادر رزق، وهناك من لجأ إلى طلب مساعدات من العائلات الميسورة، أو البقاء في الشوارع.
وأضافت المصادر أن “البصرة استقبلت آلاف الأسر من محافظات ميسان والمثنى وذي قار، وهناك من باع بساتينه بأسعار زهيدة لشراء منازل في المدن، أو بناء بيوت في المناطق العشوائية، ويعني ذلك أن أزمة كبيرة تحصل في البصرة، تشمل تغييراً في ديمغرافية محافظات جنوب العراق، بينما السلطات في بغداد لم تتخذ أي إجراءات لرعاية النازحين، أو مساعدتهم على البقاء في مناطقهم الأصلية”.
ويؤكد حسين الجبوري، وهو عضو في منظمة “حماة دجلة” المتخصصة في البيئة والمياه، أن “نحو نصف مليون من مزارعي محافظات الجنوب وأسرهم تركوا مناطقهم باتجاه مراكز المدن بحثاً عن فرص حياة أفضل بعد شح مصادر المياه، وبالتالي مصادر الرزق، وليس هناك اهتمام حكومي بهذا الشأن”، مبيناً أن “ملف المياه لم يعد يقتصر على الشح الذي يجرى الحديث عنه في الأوساط السياسية، بل هو جفاف حقيقي”.