جنوب العراق يرزح تحت فقر شديد وسكّان الأهوار يستغيثون بعد جفافها القاتل
قال مسؤولون عراقيون وخبراء في مجال الاقتصاد وناشطون، اليوم الأحد، إن أسباباً متعددة جعلت من مناطق جنوب العراق ترزح تحت فقر شديد طال أكثر من نصف سكان مناطق الأهوار، وأبرزها الجفاف والإهمال الرسمي الذي أسهم في تدهور الوضع الاقتصادي.
وذكر النائب في البرلمان العراقي، حسن الأسدي، في تصريح صحفي، تابعته (وكالة أخبار الشيعة)، أن الفقر في العراق “أصبح يهيمن على فئة كبيرة من السكان، بسبب الجفاف وقلة الموارد”، مؤكداً أن “نسبة (60%) من سكان الأهوار يعيشون تحت خط الفقر، وهم بحاجة كبيرة للدعم الإنساني وتوفير المتطلبات الأساسية للحياة”.
وأضاف أن “تدهور الاقتصاد المحلي يعد من أبرز الأسباب وراء ارتفاع نسبة الفقر في الأهوار؛ لأنّ سكانها يعتمدون، وبشكل كبير، على الحرف اليدوية والصيد المائي وتربية الحيوانات، فضلاً عن الأهمية التاريخية والاجتماعية التي أهلت هذه المنطقة لتكون جاذبة سياحياً”.
ولفت الأسدي إلى أن “أعداداً كبيرة من سكان الأهوار هربوا من واقعها المأساوي واضطروا للهجرة أو للنزوح إلى مناطق أخرى بحثاً عن مصادر للعيش، ومعظم هؤلاء ذهبوا إلى مناطق وسط العراق وشماله في محاولة لإنقاذ ما تبقى لديهم من حيوانات ومواشٍ”.
فيما كشف عضو اللجنة الوطنية لإنقاذ أهوار العراق بديع الخيون، عن “انطلاق حملة ستعمل على تقديم ملف الأهوار العراقية للبرلمان العراقي؛ لضمان حقوق سكان الأهوار وتوفير الحصص المائية العادلة وفق دراسة علمية، وكذا تطوير الجانب الخدمي والاقتصادي في تلك المناطق”.
وبين الخيّون أن اللجنة “قدمت عدة مطالب لتكون الأهوار ضمن هيئة مستقلة ترتبط برئاسة الوزراء بشكل مباشر، لضمان وجود جهة حكومية تدعم مشروع إنقاذ الأهوار بعيداً عن المزاجية السياسية والشخصية”.
وأشار إلى أن “مساحة الأهوار كانت تشكل (3%) من مساحة العراق الكلية، إلا أن عمليات التجفيف وقطع المياه قلصت المساحة بنسبة تُقدر بـ(90 %)”، معتبراً أن ما تتعرض إليه الأهوار جريمة إنسانية بحق السكان، فضلاً عن كونها كارثة بيئية واقتصادية بسبب الحجم الكبير من الجفاف وقلة الموارد الطبيعية وتضاؤل المردود المالي للسكان”.
فيما قالت وزارة الموارد المائية العراقية: إنها “تعمل على معالجة المشاكل التي يعاني منها سكان الأهوار، من خلال عدد من الخطط والمشاريع الخدمية لتوفير الحصص المائية اللازمة”.
وأكد مدير عام إنعاش الأهوار والأراضي الرطبة في الوزارة، حسين الكناني في تصريح صحفي: أن “الحكومة المركزية أعدّت خطة استراتيجية لتعميق وتوسيع مغذيات ومنافذ الأهوار من خلال تحويلها من جداول إلى أنهار بمسافة تصل إلى (20 كيلومتراً)، بهدف تدوير المياه واستدامة الحياة في تلك المناطق ومنع هجرة سكانها، رغم الجفاف الذي تمر به البلاد للموسم الرابع على التوالي”.