قال الكاتب البريطاني محمد كوزبار إن الحاجة ماسة إلى بذل جهود إضافية للقضاء على الإسلاموفوبيا في بريطانيا، وقال إن كل المستويات في المجتمع البريطاني أصبحت تتعامل معها كأنها ظاهرة “عادية للغاية”.
وأضاف كوزبار -في مقال له نشر بموقع “ميدل إيست آي” (Middle East Eye)- أن تقريرا لوزارة الداخلية أشار إلى أن نحو نصف عدد جرائم الكراهية التي سُجلت في بريطانيا كانت ضد المسلمين، حيث وصلت إلى 42% من مجموعة 3000 حالة مسجلة لدى الشرطة.
وأوضح كوزبار أن هذه الأرقام الكبيرة تعني أن أفراد المجتمع المسلم -أطفالا ونساء ورجالا- باتوا يخشون على حياتهم أثناء خروجهم من منازلهم أو داخل مدارسهم، حيث يتعرض الأطفال المسلمون للتنمر داخل المدارس ويُتهمون بالإرهاب، ويطالبون “بالعودة إلى بلادهم”.
كما تحدث الكاتب عن الإسلاموفوبيا الممنهجة التي تخترق عدة مؤسسات في بريطانيا، وفي مقدمتها الإعلام وتنظيمات العمل السياسي، إذ يثير سياسيون الكراهية ضد المسلمين بانتظام ومن دون توقف.
وشدد كوزبار على ضرورة أن يعيد المسلمون التفكير في نهجهم لعلاج هذه المعضلة، وقال إن المجتمع -وليس المؤسسات- يقوم بدور كبير في مواجهة الإسلاموفوبيا، وفي هذا السياق أوضح أن العبء الأكبر يقع على المساجد، وعلى النشطاء والمستشارين المحليين وعلى منظمات وجمعيات العمل المدني.
وضرب على ذلك مثلا بمسجد “فينسبوري بارك” الذي يضطلع بدور كبير في التوعية بخطر الإسلاموفوبيا، ويضغط على السلطات للتعامل مع هذه الظاهرة بشكل أكثر جدية، وتقديم المساعدة للمتضررين منها.
ولم ينف كوزبار أن الحكومة البريطانية بادرت خلال السنوات الأخيرة باتخاذ عدة خطوات للتعامل مع قضايا جرائم الكراهية، لكنه أكد أن الحاجة ما تزال ماسة إلى تحرك رسمي جاد وحاسم لوضع حد لهذه الظاهرة المدمرة.
وشدد على أن أول قرار يجب اتخاذه هو وضع حد “لحالة الإنكار”، حيث إن كثيرين -وبينهم السلطة- لا يعترفون بالإسلاموفوبيا كظاهرة منتشرة يجب أن تعالج وبسرعة، بل قاموا مؤخرا بإسقاط خطط لمكافحتها سبق أن تم التعهد بها قبل أكثر من 3 سنوات.