يضطر المسلمون لتغيير أسمائهم حتى يتمكنوا من العمل، في بلد يعيشون فيه واحدة من أسوأ موجات الاضطهاد الديني التي يعيشها المسلمون؛ فاضطهاد المسلمين في الهند عنوان آخذ في التمدد بحجم الألم الذي يعيشونه.
ويقول تقرير لعربي بوست، “لم يكن تغيير الأسماء وحده هو التغيير الذي يلاحق المسلمين، إذ حاول حزب بهارتيا جاناتا الحاكم، إعادة تسمية عدد من المدن والمناطق الهندية قبل 5 أعوام بحجة أنها عودة للأسماء التاريخية للمدن، والتي استبدلها أباطرة المسلمين الذين حكموا شبه القارة الهندية قبل الوجود البريطاني فيه”.
فحكومة حزب بهاراتيا جاناتا في ولاية غوجارات الغربية حاولت تغيير اسم مدينة أحمد آباد إلى كارنافاتي، وفي ولاية بيهار الشمالية، طالب الحزب ذاته بإعادة تسمية باختيربور، بالإضافة لتغيير اسم مزافارناغار إلى ماكسمي ناغار.
يضطر بعض المسلمين في كثير من الأحيان لتغيير مظهرهم ليوافق الشكل المألوف في المجتمعات الأخرى؛ إذ يُنظر إلى الحجاب واللحية بريبة، بينما اعتمدت الأجندة الأساسية للحزب الحاكم مؤخراً على التدخل في الحياة الدينية والشخصية للأقليات.
يقول الناشط السياسي خليل الله مادين لـ”عربي بوست” إن النساء تحولن إلى أهداف سهلة على نحوٍ خاص في الهند، ويتجلى ذلك في العنف الذي يمارس ضدهن في المجتمع لمجرد أنه سهل رصد المرأة المسلمة من حجابها، ما يدفع بعض النساء إلى تغيير مظهرهن، فقط ليتمكنَّ من العمل والحياة، خصوصاً السيدات المعيلات المسؤولات عن إعالة أفراد أسرهن.
يضيف، الأمر لا يتعلق فقط بالاضطهاد، بل يتعدى إلى العنف ضد المرأة الهندية التي تتعرض لمضايقات في الشارع وفي المواصلات العامة، ناهيك عن أن الجناة يخرجون بكفالات من دون أي عقاب يذكر.
من جانب آخر تقول راضية لـ”عربي بوست”: “أنا خادمة، أعمل في المنازل، لذلك أكون حريصة دائماً على تغيير اسمي ومظهري، فأنا اعمل باسم غير اسمي الحقيقي، وإلا سأطرد من العمل إذا اكتشف أصحاب العمل أنني مسلمة”.
وتعمل الأقليات، سواء أكانوا من المسلمين أم غيرهم، في وظائف بسيطة، من بينها المساعدة في المنازل أو تنظيف الشوارع أو غيرها، لكنهم مهددون بالطرد من عملهم في حال اكتشاف أنهم مسلمون.