التعايش السلمي في فكر المرجع الشيرازي.. عنوان المؤتمر الأول لمركز النجف الأشرف للدراسات الاستراتيجية
عقدَ مركز النجف الأشرف للدراسات الاستراتيجية (NCSS) مؤتمره الأوّل، يوم أمس الاثنين، بعنوان (الإسلام والتعايش السلمي في فكر المرجع الأعلى الشيرازي)، وسط حضور كبير ومتنوّع من مختلف المنظمات والمؤسسات وشخصيات المجتمع العراقي.
وقال مدير المركز، الدكتور حسين حاتم الشبلي في تصريح لـ (وكالة أخبار الشيعة): إنّ “المؤتمرَ جاءَ استجابة للواقع العراقي والإسلامي بشكل عام، حيث طرح من خلال عنوانه مضامين عديدة وبحث في محاور تهم الدين والمذهب والمجتمعات الإنسانية، وبحث الحلول الناجعة لها من فكر المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي”.
وأضاف بأنّ “المؤتمر شهد مشاركة ممثلين لمراجع الدين العظام في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وقم المقدسة، فضلاً عن باحثين وأكاديميين ومنظمات المجتمع المدني والخطباء والإعلاميين والمثقفين وشيوخ العشائر الكرام”.
وتابع حديثه بأن “المحاور المطروحة المهمة لعلّ في مقدّمتها هو آليات التعامل مع الآخر وجذبه والعيش الكريم معه، من أجل الوصول إلى خارطة موحّدة في تحقيق هذا العيش المشترك بين المذاهب والأديان والثقافات والانتماءات المتعدّدة”.
وأشار الشبلي إلى أن “اختيار شخصية وفكر المرجع الأعلى الشيرازي عنواناً لهذا المؤتمر يعود لعدّة أسباب، في مطلعها تآليفه المهمّة والمتعددة التي تزيد على الألف عنوان فيما يتعلق العيش والتعايش السلمي بين أبناء المذهب الواحد وبقية المذاهب الأخرى والأديان، فضلاً عن خطاباته ومحاضراته التي تفوق الـ (10 آلاف) خطاب ومحاضرة وكذلك مواقفه الإنسانية المشرّفة”.
من جهته أبدى الشيخ علي عنكوش النبهاني، اهتماماً كبيراً بعقد مثل هذه المؤتمرات الداعية للمحبة والتعايش السلمي، وخصوصاً في مدينة النجف الأشرف التي تعدّ مدينة السلام بوجود مرقد الإمام علي (عليه السلام) ومراجع الدين الشيعة العظام.
وقال النبهاني في تصريح لـ (وكالة أخبار الشيعة): إنّ “من الضروري جداً تثقيف أبناء مدينة النجف والعراقيين بشكل عام بمثل هذا المفهوم الكبير، فالجميع يبحث عن السلام وينبذ العنف والحروب والمهاترات”.
وأضاف أن “العراق اليوم يشهد صراعات سياسية، وتراهن الدول على ذلك لإضعافه، ولكنّا نقول لمن يريد إشعال فتيل الفتنة كلا؛ لأن العراق وشعبه أقوياء بمراقده المقدسة ومراجعه العظام وشيوخ عشائره وأهله الكرام”.
من جهته، قال الخطيب الحسيني السيد علي الطالقاني: إنّ “مدينة النجف الأشرف هي بوابة الفكر الإنساني الناصع وترجمانه”، مبيناً أن “الإسلام يسمح جداً بقبول الآخر ولا يتقبل موضوع العنف ويرفض التعدّي، وهو ما ندعو له ونؤكّد عليه خصوصاً لشبابنا ونشئنا الصغير”.
بينما أكّد الشيخ حسن زكي الشمّري بأن “النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) هو من بادر إلى السلم وأمر بالتعايش السلمي مع الآخر، ونجد ذلك في سيرته العظيمة ومنذ إعلان دولته الإسلامية في المدينة المنوّرة والتأكيد على لغة الحوار والانفتاح على الجميع، وهو ما سار عليه الأئمة الهداة (عليهم السلام)”.
وأضاف بأنّ “عظمة النبوة تجلّت في حفظ حقوق الناس سواء أكانوا مسلمين أو غيرهم وكل من يسكن في رحاب الدولة الإسلامية التي بناها رسول الله (صلى الله عليه وآله)”، داعياً “أبناء الشعب العراقي إلى العمل بهذا المبدأ الإنساني العظيم وهو التعايش السلمي مع الآخرين”.