“أشرب ماي يا زاير”.. زائرو الأربعينية يواصلون مسيرتهم الراجلة رغم ارتفاع درجات الحرارة
مسافاتٌ من الشوق تبقّت في طريق الزائرين المُشاة الذين قدموا من أقصى الجنوب العراقي، حتّى يصلوا إلى معشوقهم سيد الشهداء ويلقوا برحالهم وسط مرقده الطاهر ومرقد أخيه قمر العشيرة (عليهما السلام).
ورغم ارتفاع درجات الحرارة خلال مسيرة الزائرين التي تستمر لأيام عديدة، فقد واصلوا طريقهم ضمن المسيرة المليونية العظيمة لإحياء الأربعين الحسينيّ الخالد.
وسجّل مناخ العراق خلال الأيام القليلة الماضية وصولاً إلى اليوم السبت، ارتفاعاً في درجات الحرارة، تفاوتت ما بين (47 – 40 درجة مئوية)، إلا أنّ ذلك لم يثنِ الزائرين على مواصلة المسير، ليثلجوا قلوبهم برؤية قبّة المرقد الحسيني الطاهر.
ويقولُ زائرون في أحاديث متفرّقة لـ (وكالة أخبار الشيعة): إنّ “الشوقَ الذي ملأ قلوبهم لزيارة مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) يلتهب على طول المسير إلى كربلاء المقدسة، وهو ما يفوق ما يسجّله بلدهم من درجات الحرارة العالية”.
وفي ظلّ ذلك، تستمرُ المواكب الحسينية الخدمية في تلطيف الأجواء، عبر استخدام مرشّات الماء وتوزيع المياه الباردة على طول طريق الزائرين.
وفي هذا الصدد، أطلقت هيئة خدمة أهل البيت (عليهم السلام) التابعة للمرجعية الشيرازية في كربلاء المقدسة، مشروع الساقي الكبير، لخدمة زائري الأربعينية.
وذكرت الهيئة: إن “أكثر من (25 مليون) قدح ماء بارد، تم توزيعه حتى الآن على الزائرين والمواكب الحسينية”.
ولا تخلو مسيرة الزائرين من فلسفة عظيمة، تتمثل بتحمّل الزائرين للحر والعطش استذكاراً لظلامة أهل البيت (عليهم السلام) وما حلّ عليهم في واقعة الطف الأليمة.