الأربعين وصور الوفاء والكرم الحسيني .. ثمانيني يبيع مواشيه لبناء موكب وجندي بساقين اصطناعيتين يخدم الزائرين وحاجّة تقدّم شاياً بنكهة عراقية
سجّلت زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) هذا العام وكبقية الأعوام السابقة، مشاهد عظيمة من السخاء والكرم، ولكلّ مشهد قصّته التي تسرد لكم (وكالة أخبار الشيعة) بعضاً منها.
ففي مدينة الناصرية المعروفة بكرم وسخاء أهلها الموالين لأهل البيت (عليهم السلام) أعلنَ الشيخ أبو علي الناصري، عن تحقيق حلمه ببناء موكب على طريق الزائرين المشاة الذين يفدون من محافظة البصرة ومحافظته ذي قار صوب كربلاء المقدسة لإحياء الأربعينية.
الشيخ الناصري البالغ من العمر (80 عاماً)، قرّر هذا العام بيع جميع ما يملك من مواشي وأغنام لبناء موكب حسيني يليق بخدمة زائري الإمام الحسين (عليه السلام).
وقال: إنه “اشترى بثمنها أرضاً في منطقة (آل جويبر) على طريق الزائرين ليشيّد عليها موكباً لخدمة الزائرين السائرين صوب قبلة الأحرار كربلاء المقدسة”.
وأوضح بأنّه “اشترى الأرض وصارت في خدمة الزائرين، وينتظر للعام المقبل ليبني عليها الموكب، أما الآن فهو يقف يومياً ليسقي الزائرين من (ترمس ماء) وهو أقل شيء يقدمّه لهم”.
وعلى طريق الزائرين المشاة، وقف أيضاً أحد المقاتلين في الجيش العراقيّ، بساقين اصطناعيتين لخدمة الزائرين.
الشاب العراقيّ، ورغم أنه فقد ساقيه في الحرب على عصابات داعــ،ــش الإرهابـ،ــية، إلا أنّه أصرّ على الوقوف إلى جانب أخوته في موكبهم الخدمي، ليسقي الزائرين من يديه، ويقول: إنه “فداء للإمام الحسين (عليه السلام) وزائريه الكرام”.
وفي مدينة النجف الأشرف، جلس حاج يعتمر كوفيته العراقية، ليسقي الزائرين ماءً سلسبيلاً سائغاً عذباً للزائرين.
ويبلغ هذا الرجل المسن من العمر (90 عاماً)، ومع ذلك فضّل أن يختتم عمره في خدمة زائري أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
وعلى مسافة منه، وتحديداً في منطقة (أم عبّاسيات)، نصبت الحاجّة (أم علي) موكباً صغيراً لتوزيع الشاي بنكهته العراقية على الزائرين الذين يفدون عبر مدينة النجف الأشرف باتجاه كربلاء المقدسة.
تقول الحاجة أم علي: “ليس لديّ ما اقدمه لزوار الإمام الحسين (عليه السلام) سوى هذا الشاي وأتمنى أن يتقبله الله منّي”.
وفي منفذ الشيب الحدودي الواقع في محافظة ميسان العراقية، لفت زائرون إيرانيون انتباه عدسات الكاميرات، إذا حملوا أكياساً بيضاء على ظهورهم خلال دخولهم إلى البلاد.
الزائرون الإيرانيون كانوا يحملون أكياساً من (الرز)، ورغم ثقل وزنها.. إلا أنّهم تجشّموا عناء سفرهم وحملها معهم من بلدهم في سبيل طهوها وتوزيعها على الزائرين المشاركين بإحياء الأربعينية.