أخبارالعالم

تقرير يكشف: مسلمو أمريكا ناجحون ومتفوقون رغم تعرضهم للإسلاموفوبيا

كشف تقرير حديث نجاح وتفوق مسلمي أمريكا في العديد من المجالات، وانخراطهم في الحياة الإجتماعية والعامة رغم ما يتعرضون له من حملات الإسلاموفوبيا، والتي تستهدف وجودهم كما تستهدف أطرهم القيمية والدينية.
ونشر موقع Salon تقريراً للكاتبة “صوفيا مكلنين” بعنوان: “المسلمون الأمريكيون ناجحون ومتفائلون ووطنيون.. لكن الإسلاموفوبيا أسوأ من أي وقت مضى”، ذكرت فيه أن المسلمين يتعرضون لمستويات عالية من الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة، والتي تشير إلى أكثر من مجرد مشكلة تنميط سلبي.
وتلفت الكاتبة “صوفيا مكلنين” النظر إلى “أنه بقدر ما هو مروّع لتوثيق الإسلاموفوبيا المتفشي في الولايات المتحدة منذ الهجمات على مركز التجارة العالمي في عام 2001، كان المرء يتوقع أنه، ومع مرور الوقت، أن تتضاءل بعض الصور النمطية العدوانية عن المجتمع المسلم، وهذا ما لم يحدث”، وبدلاً من ذلك، فإن صوراً نمطية عدوانية آخذة في الارتفاع، ويزداد انتشارها في المجتمع الأمريكي
الأمر المقلق بشكل خاص الآن، هو أن إدارة بايدن لم تؤد إلى أي انخفاض كبير في ظاهرة الإسلاموفوبيا. فإذا كان هناك أي شيء، كما اتضح من عدد من الدراسات الحديثة، فإن الإسلاموفوبيا الأمريكية أصبحت أكثر ترسخاً وتطبيعاً وانتشاراً، حيث أعلن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) في مايو 2022م، عن زيادة بنسبة 9% في عدد شكاوى الحقوق المدنية التي تلقاها من المسلمين في الولايات المتحدة منذ عام 2020م.

كما أنه يجري تمويل الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة أيضاً بشكل كبير، ففي يونيو/حزيران 2022، وجد “مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية” أنه في الفترة ما بين 2017م إلى 2019م، جرى ضخ ما يقرب من 105.9 مليون دولار في 26 مجموعة وشبكة تتبنى الإسلاموفوبيا، من أجل نشر معلومات مضللة، وصبغ المسلمين والإسلام بالمؤامرات.
وأكدت الكاتبة “صوفيا مكلنين” أن الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة، هي مثال على نزع الصفة الإنسانية وليس التحيز والأحكام المسبقة فقط، على سبيل المثال، يشير تقرير لـ”معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم” إلى أن المسلمين الأمريكيين هم من يخلقون فرص عمل: “حيث يوظف المسلمون العاملون لحسابهم الخاص ما معدله ثمانية عمال، مما أدى إلى خلق ما لا يقل عن 1.37 مليون فرصة عمل أمريكية.” وهم بشكل عام متعلمون تعليماً عالياً، حيث أفاد 46% من المسلمين الأمريكيين فوق سن 25 عاماً بأنهم حصلوا على شهادة جامعية.
وينخرط المسلمون الأمريكيون أيضاً في الجيش على قدم المساواة مع الأديان الأخرى. ولعل الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو النتيجة التي مفادها أنه على الرغم من معاناتهم من مستويات شديدة من الإسلاموفوبيا، فإن المسلمين الأمريكيين هم أكثر تعبيراً من جميع الجماعات الأخرى عن التفاؤل بشأن وضع البلاد. فالمشاعر الإيجابية تجاه الولايات المتحدة يتقاسمها 48% من المسلمين، و 31% من اليهود، و 24% من الكاثوليك، و 17% من البروتستانت، و 45% من الإنجيليين البيض، و 17% من غير المنتمين، و 18% من عامة الناس.
كما اتضح أن المسلمين الأمريكيين يرفضون العنف ضد المدنيين بمعدل أعلى من الإنجيليين البيض (80% مقابل 62%). حيث وجدت دراسة لمركز “Pew Research” أن عدداً أكبر من المسلمين الأمريكيين يؤمنون بـ”الحلم الأمريكي” أكثر من عامة الناس.
يخلص تقرير “معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم” باقتراح أن وسائل الإعلام يجب أن “تصور المجتمعات الإسلامية بدقة وإبداع، مع الأخذ في الاعتبار تأثير الإعلام الدائم على مفهوم الذات لدى المسلمين”.
كما تتساءل الكاتبة “صوفيا مكلنين” في نهاية التقرير عن ماذا سيحدث لو استبدلنا صور المسلمين المحرومين من الإنسانية وهم يتعرضون للتنمر والتخويف والتقطيع والسخرية، بصور المسلمين وهم يخلقون فرص عمل ويتخرجون في الكلية ويصوّتون ويخدمون بلادهم؟ لكن بالطبع هذا النوع من التمثيل الإنساني لا يناسب دعاة الإسلاموفوبيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى