ما هو سرّ تعلّق أهالي الناصرية بقضية عاشوراء وأي قوّة منحتهم للوقوف بوجه الظالمين؟
لم يتخلَّ أهالي الناصرية بمحافظة ذي قار جنوبيّ العراق، عن حزنهم على مصاب سيد الشهداء (عليه السلام)، حيث لا تزال تشهد إلى الآن إقامة مجالس العزاء بذكرى المصاب الدامي.
ويتوافدُ المئات من أهالي المدينة يومياً على المجالس العزائية المقامة في الحسينيات والمساجد، والتي يشارك فيها عدد من الخطباء والرواديد الحسينيين لإعلان الحزن والأسى على سيد الشهداء (عليه السلام).
ويفيد مراسل (وكالة أخبار الشيعة) في المحافظة، بأن “أهالي مدينة الناصرية منغمسون بالحزن والدموع على مصاب أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، واستمرار المشاركة بإقامة المجالس العزائية على مدى شهرين كاملين”.
ويضيف بأنّ “حبَّ أهل البيت (عليهم السلام) وإحياء أمرهم والدفاع عن قضاياهم العظيمة بالنسبة لأهالي الناصرية شيء فطري، فهو يعيش معهم منذ الطفولة وحتى المشيب”.
وينقل مراسلنا عن معزين قولهم: إنّ “الذيقاريين لم يتخلّوا يوماً عن إحياء مناسبات أهل البيت (عليهم السلام) واستذكار الظلامات العظيمة التي حلّت بهم. هم دائبون على الحزن والدموع لا تفارق عيونهم كلّما ذكروا المصائب الرازية”.
ويؤكّد المعزون بأنّ “ذكرى عاشوراء الأليمة ليست حدثاً عادياً، بل هو يوم المصائب الكبرى الذي يتجدّد على مدى الأزمنة والقرون”.
وتابع آخرون بالقول: “ليس بالبكاء وحده نحيي عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام) بل بإحياء مبادئه وغرسها في نفوس النشء الصغير لكي يتربّى قوياً مهاباً ويقف بوجه الظلم والظلاميين.. هكذا أرادت منّا النهضة الحسينية أن نكون عليه”.