لم تؤثّر التهديدات الأخيرة للنظام الإيراني الحاكم، بحق المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي، من أن يقول كلمة الحق ويخرج على العالم بخطابه السنوي بمناسبة شهادة الإمام الحسين (عليه السلام)، الذي حملَ مضامين عالية في السياسة وإدارة الحُكم وما يرتبط بها.
وذكّر المرجع الشيرازي، الأنظمةَ الحاكمة في الدول العربية والإسلامية بمصير من يتخطّى حدود الله تعالى ويسلب حقوق الرعيّة، كما فعل من قبلهم بنو أمية وآل مروان اللعناء.
وأكد سماحته بأنّ “الأنظمة الحاكمة حتّى تلك التي تتخذ الإسلام ديناً رسمياً لبلدانها، بعيدة كل البعد عن سياسة وحكومة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)”.
ولفتَ سماحته أنظار المسلمين والحكّام إلى أن “تاريخ نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله) لم يكُ فيه سجين سياسي واحد، وهكذا بالنسبة للإمام علي (عليه السلام) الذي أنصفَ جميع المسلمين بدون استثناء وأرجع كل حق لصاحبه”.
ولأنّ ما سجّله التاريخ يجب الاعتبار منه كما يوضّح سماحته، فقد أكّد أن “على العالم أنْ يعرف جيّداً الحكومة العظيمة للنبي ووصيه (عليهما أفضل الصلاة والسلام)، حيث لم يمت أحد خلالها، ولكن في حكومة عثمان، مات الصحابي أبو ذر الغفاري (رضوان الله تعالى عليه) بسبب الجوع، وهذا ما نرى مثله اليوم في العالم” كما قال سماحته.
ونبّه سماحته أيضاً الحكّام المسلمين بمصيرهم المشؤوم إنْ لم يتعظوا ويسيروا بسيرة النبيّ الأكرم، ويجب أنْ يعرفَ العالم كما أشار سماحته، الأحكامَ التي أقرّها (صلى الله عليه وآله)، وما فعله بنو أميّة ومن بعدهم من الحكومات الضالّة عكس ذلك، ليتكرر نفس النهج للأنظمة الحاكمة في عصرنا الحالي.
