تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف خلال شهر مايو لعام 2022 نشاط التنظيمات الإرهـ،ـابية وما ترتكبه من انتهاكات وتفجيرات، وما أسفرت عنه من قتلى ومصابين، وذلك من خلال البيانات الرسمية التي تصدرها وكالات إنفاذ القانون في كل من الهند وباكستان، وكذا البيانات الصادرة عن التنظيمات الإرهـ،ـابية عبر مواقعها الرسمية.
وشُنت سلسلة من الهجمات الإرهـ،ـابية خلال الشهر في باكستان، وكان أشدها هجوم كراتشي الذي أسفر عن مقتل 2 وإصابة 16 آخرون، جدير بالذكر أن مدينة كراتشي التي تعد واحدة من أكبر المدن الباكستانية، شهدت ثلاثة هجمات إرهابية خلال شهري أبريل ومايو.
ويأتي إقليم البلوشستان في المرتبة الثانية هذا الشهر من حيث عدد العمليات الإرهـ،ـابية والضحايا، فقد شهد خلال شهر مايو موجة جديدة من عمليات استهداف رجال الجيش والشرطة، فقد نفذ “جيش تحرير البلوتش” سلسلة من الهجمات الإرهـ،ـابية بدأت بهجوم عنيف في مدينة “ديرا مراد جمالي” بالإقليم الباكستاني، اُستهدف خلاله محطة سكة حديد في المدينة، ولم يُسفر الهجوم عن وقوع أية خسائر في الأرواح، كما وقع هجومًا آخر في منطقة “سبي” استهدف مركزًا للشرطة بقنابل يدوية، ما أسفر عن إصابة أحد أفراد الأمن.
أما مدينة بيشاور فشهدت 3 هجمات إرهـ،ـابية، أسفرت عن 7 إصابات بينهم طفل وامرأة، في انفجار منزل باستخدام 400 جرام من المتفجرات، و2 قتلى من السيخ برصاص مجهولين.
ورداً على هذه الهجمات الإرهـ،ـابية، شنّت أجهزة الأمن الباكستانية حملة مداهمات وعمليات استخباراتية واسعة، شملت العديد من المناطق، بحثاً عن الإرهـ،ـابيين، وقد أسفرت المواجهات الأمنية مع العناصر الإرهـ،ـابية خلال شهر مايو عن مقتل 4 إرهـ،ـابيين واعتقال ما يقرب من 16 آخرين، بينما قُتل فيها نحو 6 من رجال الأمن وأُصيب جندياً أثناء تبادل لإطلاق.
وعلى الجانب الهندي لوحظ ارتفاع ضحايا الاضطرابات الطائفية في النصف الثاني من الشهر، وذلك راجع لتجدد خطاب الكراهية وأزمة دور العبادة والاعتداء على الطوائف الدينية، وأسفر ذلك عن مقتل سيدة لقيام ابنها بذبح بقرة، ومقتل مسن هندي على أيدي متطرفين للاشتباه في كونه مسلماً، وهو ما نأمل أن يتم السيطرة عليه في الأيام القادمة.
ومما سبق يتضح ارتفاع الخسائر بين صفوف المدنيين خلال شهر مايو نتيجة للعمليات الإرهـ،ـابية مقارنة بشهر أبريل، فقد قتل هذا الشهر 36 مدنيًا وأصيب 49 آخرين مقارنة بـ4 قتلى و8 مصابين الشهر الماضي، بينما لوحظ انخفاض في عدد قتلى قوات الأمن وكذلك في صفوف الإرهـ،ـابيين، كما انخفض عدد ضحايا الاضطرابات الطائفية هذا الشهر والذي يرجع إلى اجتماع زعماء قادة الأديان معًا في العاصمة دلهي لتعزيز الأمن والسلام في البلاد لمواجهة أجواء التعصب الديني والكراهية الطائفية، والتعهد بالعمل معًا لمحاربته، وتقديم مقترحات من شأنها أن تخرج بالبلاد من تلك الخلافات وتعيد السلام.