أخبارأفريقيا

حلم كان يراه بعيد المنال.. أستاذ جامعي سوداني يخطّ القرآن بيده في 4 سنوات

تمكن الأستاذ السوداني بجامعة أفريقيا العالمية “عبد الرحمن محمد أحمد كدوك”، من كتابة القران الكريم بيده في 4 سنوات.
وكان حلم كتابة المصحف الشريف يراود الأستاذ عبد الرحمن من آن لآخر، لكنه لم يكن على ثقة من إمكانية كتابة المصحف كاملاً.
ويقول الأستاذ الجامعي إن کتابة المصحف بخط اليد تعد من الإرث القديم في السودان، وقد اطلعت على عدة مصاحف مكتوبة بخط اليد العادي وليس بالرسم العثماني المعروف الذي يتيح للمصحف أن يتداول بشكل واسع ويدخل المساجد وما إلى ذلك.
ويضيف: “كنت أفكر في كتابة المصحف بالرسم العثماني كثيراً لكني كنت أظنه هدفاً صعباً بعيد المنال، ولكن شاءت إرادة الله أن أذهب في زيارة إلى قطر وأدخل مكتبة (جرير) حيث ساقتني قدماي إلى منصة وجدت عليها مجموعة من الكتب من ضمنها كتاب غلافه مكتوب عليه بحروف من ذهب عبارة “كتبت كلماته ورسمت حروفه بيدي”.
وأثار هذا العنوان استغرابه كثيراً ففتح الكتاب فوجده مصحفاً، فابتاع منه نسختين وقال “عسى أن يساعدني الله تعالى أنا أيضاً في كتابة المصحف، وأخذت بعض الأحبار والأقلام ثم عدت إلى السودان”.
ويقول: “كتبت سورة الفاتحة ثم أوائل سورة البقرة ورأيت أنه من الصعب أن أكمل كتابة المصحف، وكان ذلك في بداية عام 2017. وبعدها كنت أجلس وأكتب كلما سنحت لي الفرصة، وكنت أتقدم شيئاً فشيئاً، إذ كانت الكتابة في أول الأمر صعبة بالنسبة لي، فالخط العربي من المهارات التي تحتاج إلى تدريب وممارسة كثيرة وعدم توقف”.
ويضيف: “كنت قد درست الخط العربي بأنواعه المختلفة كالكوفي والرقعة والنسخ والديواني في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية قبل 34 عاماً ثم توقفت، ولذلك كان الأمر صعباً عليّ في البداية وكأنني أتعلم الكتابة لأول مرة”.
ويتابع: “بدأت الكتابة أولاً بالقلم الرصاص حتى أتأكد من سلامة الخط وضبط المسافات بين أول الآية وآخرها، وعندما أنتهي من الصفحة تماماً أعود فأقوم بتحبيرها، واستمر هذا الأمر في الأجزاء الخمسة الأولى”.
ويستطرد: “بعدها بدأت أتعود على الكتابة وعادت لي مهارة الخط مرة أخرى وبدأت من الجزء السادس أستخدم الحبر مباشرة، وكنت دائماً أتوضأ وأصلي ثم أجلس لكتابة المصحف ولا أحس بالزمن إطلاقاً، واستمررت على ذلك 4 سنوات وانتهيت في عام 2021، وكان يوم انتهيت من كتابة آخر سورة الناس يوم فرح عجيب بالنسبة لي”.
ويختتم قصته قائلاً: “الناس ربما تتساءل لماذا كتبت المصحف والمصاحف الآن موجودة ومطبوعة ومتوفرة بكل الخطوط، لكن كتابة المصحف وتوريثه من القربات التي يتقرب بها الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى، كما أن عملية كتابته نفسها متعة كبيرة جداً وأدعو كل من يستطيع ذلك أن يبدأ فوراً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى