تحذير من “قنبلة موقوتة”.. الانخساف الأرضي يهدّد إيران
يتكرّر الانخساف الأرضي في إيران بشكل كبير نتيجة عوامل طبيعية عدة، إلى حد وصف خبراء هذه الظاهرة بأنها “قنبلة موقوتة” تهدد العاصمة طهران، حيث تثير هذه العوامل مخاوف لدى سكان المنطقة من احتمال تكرار هذه الحوادث لاحقاً في هذه المنطقة الجبلية.
مثل هذه الانخسافات (انهيار مفاجئ أو نزول تدريجي لسطح الأرض مع تحرك أفقي ضعيف أو منعدم) تكشف عن خطر كبير يهدد 44 منطقة محددة في إيران، وخصوصاً في محافظة طهران.
ووصل الانخساف الأرضي في البلاد إلى درجة بات يطلق عليه خبراء ومتخصصون مصطلح “الأزمة”.
ويقول المدير العام لقياس الأرض والمسح الأرضي في منظّمة المسح الإيرانية عبد الرضا سعادت إنّ الأرض سجلت انخسافاً في منطقة طهران لأول مرة قبل عشرين عاماً، وذلك في شمال شارع أزادغان السريع، مشيراً إلى أن هذه المنطقة سجلت هبوطاً لسطح الأرض بما يعادل 1.2 متر خلال عشر سنوات (من 1992 وحتى 2002).
وتشير الأبحاث الدولية إلى أن الهبوط الأرضي 4 ميليمترات يرتقي إلى مستوى الأزمة، علماً أن النسب المسجلة في إيران تفوق ذلك بـ140 ضعفاً، وسجلت خلال العقد الأخير أرقاماً قياسية مرتين على مستوى العالم. وعام 2010، شهدت طهران أكبر هبوط أرضي في العالم وصل إلى 36 سنتيمتراً. وعام 2015، سجّلت منطقتا فسا وجهرم جنوبي إيران العدد الأعلى في العام بـ 54 سنتيمتراً.
وتهدد ظاهرة هبوط سطح الأرض المناطق الحساسة المكتظّة بالسكان في المدن، وخصوصاً في المدن الكبرى، ما يستدعي اهتماماً كبيراً من السلطات واتخاذ خطوات رادعة بحسب سعادت. ويشير إلى أن الأبحاث الميدانية تكشف أن حجم الانخساف الأرضي في جنوب طهران هو نحو 21 سنتيمتراً سنوياً، وفي محافظة ألبرز غربي العاصمة 29 سنتيمتراً، وفي محافظة غلستان شمال شرقي البلاد 22 سنتيمتراً، وفي محافظة أصفهان وسط إيران 13 سنتيمتراً، وفي محافظة كرمان جنوب شرقيها 19 سنتيمتراً.
هذه البيانات تشير إلى أن الظاهرة الأرضية هذه باتت تهدد كل البلد تقريباً.