تناول مركز النجف الاشرف للدراسات الاستراتيجية، “قراءة اجتماعية عن محاضرة سماحة آية الله السيد حسين الشيرازي في دولة الكويت الخاصة بالشباب”.
وبحسب ما نقل المركز عبر صفحته على الفيس بوك وتابعته وكالة اخبار الشيعة، يقول السيد حسين الشيرازي في محاضرتهِ، إن الفئة الفاعلة والحقيقية في الحياة والمجتمعات هم الشباب، أما الشيّبة (كبار السن) فهم فئة مجازية، أيّ أن أدوارهم في المجتمعات محدودة، وأن كانت تمتلك السلطة والهيمنة على التوجيه وفي القرار، إلا أن أدواتهم الفاعلة هم الشباب، فبوجود الأخير تتحقق غايات الشيّبة (كبار السن)، وعدم وجودهم ستتوقف أدوار كبار السن وتحركاتهم، وبالتالي تبقى الفئة الشبابية هي المتحكمة في المشهد المجتمعي والحياتي على حدٍ سواء .
واضاف سماحته، ان فاعلية الشباب تكمن في معرفتهم لماهية المستقبل؟ بمعنى بماذا يفكرون ليوم غد وبعد غد وبعد عقد من الزمن؟ فكلما كانت لديهِم رؤية واستراتيجية لإدارة شؤون حياتهِم مستقبلاً، كلما كانت فاعليتهم أكثر في الوسط المجتمعي؟ وكلما كانت رؤيتهم ضيّقة ومحدودة، كلما كانوا أكثر هشاشة وغير قادرين على مواجه الحياة ..
واوضح السيد حسين الشيرازي، أن هنالك مشكلتين رئيسيتين لدى فئة الشباب المعاصر هما الشهوات (شهوة المال، والجمال، والطعام وغيرها)، فضلاً عن قلة العلم، والذين يقودان بطبيعة الحال إلى الشعور بالألم والتعب والاتكاء على الأخرين وعدم الشعور بالمسؤولية لأتفه الأسباب، وبنفس الوقت غير مستغلين للطاقات والإمكانيات الكبيرة التي خُلقوا بها وعليها ..
واكد سماحته، أن العلم الذي يستحصل عليه الشباب خلال فترة وجيزة، وغير الخاضع للنظم ولا للقوانين ولا للمؤسسات الرصينة، يعتبر ذلك العلم بأنهُ سطحياً وضحلاً، ولن ينفع الشباب في تعظيم إدراكاتهم، بل العلم، هو ذلك الذي يجهد دارسهُ، ويستمر معهُ لسنوات ويستخرج منه معرفةً يمكن أن يستفاد هو منها أو مجتمعهِ ..
وشدد سماحته، “لا يمكن أن يكون الإنسان مؤثراً في مجتمعهِ إلا بالعلم والمعرفة، لأنهما العاملان الرئيسيان اللذان ينقصان الإنسان، فالإنسان خلق على أجمل هيئة، وهنالك قسم ألهي يدل على ذلك”.
وأشار سماحته إلى أن هنالك إشكالية في مفاهيم التنمية البشرية، ومن تلك الإشكاليات هو أن الكون مسخر لخدمة الإنسان، وهذا غير صحيح، الحياة تمتاز بصعوبتها ولا تعطي إلا من يصارع من أجلها، كذلك من المفاهيم الشائعة في كتب التنمية البشرية هو التحفيز غير المحدود، فغالباً ما يتلقى الشاب ذلك التحفيز، وهو غير قادر على استيعابه، وقد يعطي نتائج سلبية، كون الشاب سيقوم بمصارعة كل من يقف بطريقة، وهذا قد ينعكس على عائلته ومجتمعهِ وحتى نفسهِ ..
واكد، هنالك فرق كبير بين مفاهيم التنمية البشرية ومجالات العلم في الجامعات، أذ تصنع الجامعات بعطائها العلمي شباب بمفاهيم القدرة والطموح والتغيير والإرادة، أيّ أن العلم الحقيقي من مصادرهِ هو الذي يعطي قيمةً للحياة، وهذا لا يمكن بكتابات ومفاهيم التنمية البشرية .
وتطرق سماحتهُ إلى موضوع مهم جداً، يتعلق بالواقع الديني والاجتماعي، وهو أن التوفيق الإلهي لا يورّث للأبناء أو إلى العائلة، فلكلِ مجتهدٍ نصيب، بمعنى حتى وأن كان والدك مرجعاً دينياً، فليس من الضروري أن يكون نجلهِ مرجعاً دينياً أو مستحوذاً على إمكانيات مقلدي ذلك المرجع، بل على العكس تماماً فقد يكون مغموراً أو غير معروفاً بالواقع، وتساءل سماحتهُ، هل سمعتم للشيخ المفيد نجلهُ كان مرجعاً أو أحد أقربائه أو للشيخ الطوسي كذلك؟ هذه هي قوانين الطبيعة ترفع شخوص على حساب شخوص آخرين .