أخبارالعالم

ميدل إيست آي: كيف استهدف المحافظون الجدد في بريطانيا المسلمين وغيروا سياسات الحكومة تجاههم؟

نشر موقع “ميدل إيست آي” مقتطفات من كتاب جديد للصحافي البريطاني بيتر أوبورن يستعرض فيه دور مركز بحث للمحافظين الجدد في بريطانيا في تفكيك فكرة التعددية الثقافية والتسامح وكيفية استهدافه المسلمين في بريطانيا.
ويحمل الكتاب عنوان “مصير إبراهيم: كيف أخطأ الغرب مع الإسلام؟”، وقال إنه توقع بعد كارثة غزو العراق عام 2003 أن يتم نزع المصداقية عن الأيديولوجية التي قادت الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، إلا أن هذا لم يحدث، بل واستمر تيار المحافظين الجدد مؤثرا في السياسات ووضع المعايير واحتل رموزه أماكن مهمة في المؤسسة السياسية البريطانية والأمريكية، وهناك عدة أسباب وراء استمرار هذا التأثير، منها معهد التفكير “بوليسي إكستشانج” في لندن، الذي ظل رغم عدم معرفة الكثيرين به حاملا لشعلة المحافظين الجدد في بريطانيا وله تأثير في دوائر صناعة القرار السياسي.
في عام 2009 نشر المركز تقريرا طالب فيه الحكومة بتبني سياسة تجاه المسلمين تشبه تلك التي طبقتها ضد النقابيين والاشتراكيين أثناء الحرب الباردة.
وعندما قرر ديفيد كاميرون الترشح لزعامة المحافظين بعد هزيمة الحزب في انتخابات عام 2005 حاول البحث عن أفكار من المركز الذي شكلت صحيفة “إيفننغ ستاندرد” المركز الفكري له.
وقدم لكاميرون العديد من الأفكار التي غيرت تفكيره، وكان المركز جذابا في أفكاره لجناح توني بلير أو كير ستارمر في حزب العمال كما هو جذاب لكاميرون وجونسون في حزب المحافظين. واستطاع المركز أكثر من أي منظمة مشابهة تشكيل فلسفة الحكم في بريطانيا بالقرن الحادي والعشرين. وعندما أنشئ كان فيه وحدة سياسة خارجية وأمنية، ولم يهتم بالنظر لنشرياته بالتطرف المحلي.
وتغير كل هذا بوصول دين غودسون، الذي عين عام 2005 مديرا لأبحاث الشؤون الدولية. ويبدو أن غودسون الذي عمل في كتابة افتتاحيات “ديلي تلغراف” فسر عمله الذي أوكل إليه في الشؤون الدولية كرخصة لاقتراح سياسة تتعلق بالمسلمين في بريطانيا. و
لم يكن هذا غريبا لأن اليمين السياسي البريطاني كانت لديه عادة مناقشة موضوع المسلمين في بريطانيا باعتباره أمرا مرتبطا بالسياسة الخارجية.
وجاء غودسون من عائلة مهتمة بالاستخبارات أثناء الحرب الباردة والدعاية والعمليات السرية. وعمل والده جوزيف غودسون كملحق عمالي في سفارة الولايات المتحدة في لندن واستخدم تأثيره لدعم الجناح المؤيد للولايات المتحدة في حزب العمال.
ومنذ عام 2005 بدا غودسون وكأنه في مهمة لتمزيق الإستراتيجية التي تبنتها الحكومات البريطانية المتعاقبة من مكافحة الإرهاب وحاول الترويج لنهج عن المسلمين عبر التقارير والأوراق البحثية واستعراض العضلات الإعلامية. وبالتحديد، قال إن الوسائل التي استخدمتها الدولة البريطانية ضد الإرهاب، بما فيها ضد الجيش الأيرلندي الحر والمشاكل في أيرلندا، لم تعد صالحة. فقد كانت الحكومة مرتاحة للعمل مع المجتمعات الكاثوليكية ومواجهة المسلحين والدعوة للمصالحة.
وبعد هجمات 9/11 كان الرد البريطاني الطبيعي هو تكرار التجربة الأيرلندية ودعوة قادة من المجتمع وعزل من ينظر إليهم كمتشددين والحصول على معلومات عنهم.
لكن مركز “بوليسي إكستشانج” رأى أن السياسة غير صحيحة وأن الحكومة البريطانية لا تواجه المتطرفين. ويجب التركيز على أمر أكبر: مواجهة الأيديولوجية.
وبالنسبة للمركز، فبريطانيا هي جزء من فيلق الدول الحرة إلى جانب الولايات المتحدة التي تخوض حربا أبدية ضد مجموعة من القوى العازمة على مواجهة وتدمير الحضارة الغربية. ويعرف هؤلاء بالإسلاميين الذين يؤمنون بأيديولوجية “الإسلامية”. ورغم اعتراف المركز بوجود تباينات بين الإسلاميين، فليس كل واحد منهم يتبنى العنف، إلا أن هذا لم يكن مهما مع مرور الوقت، فيجب قتالهم وهزيمتهم جميعا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى