بعد ساوة وحمرين.. العراق يودّع هور “أبو زرك” الأكثر تميزاً بالبلاد
يواصل العراق خساراته لأكثر الأهوار والبحيرات تميزاً بسبب الجفاف الذي ضرب البلاد خلال العامين الماضيين.
ومع اختفاء هور أبو زرك الذي تبلغ مساحته نحو 118 كم وتحوله إلى أرض جرداء، يكون العالم قد خسر مئات الأحياء والأعشاب التي تعيش في هذا الهور الذي يتميز عن جميع أهوار العراق بعذوبة مياهه ماجعله موطنا لأحياء ونباتات مختلفة تعيش في الأهوار والمسطحات المائية الأخرى.
واختفت تماما زنابق الماء وأنواع نادرة من السلاحف والأحياء المائية النادرة التي كانت تعيش بين أعواد القصب والبردي التي تغطي الهور، ناهيك عن النباتات أوالأعشاب التي لاتنمو إلا في المياه العذبة لهذا الهور، ويمثل جفافه أكبر خسارة لسكان الأهوار.
وقال رئيس مؤسسة جلجاموس للآثار والأهوار علي المسافري، إن “وزارة الموارد المائية والمركز الوطني للمياه، يتحملان مسؤولية جفاف هور أبو زرك إذ لا يستمعان إلى آراء مركز إنعاش الأهوار في إدارة ملف المياه وإنقاذ هور أبوزرك من الجفاف الذي تعرض له وألحق أذى فادحا بالسكان الذين خسروا حيواناتهم”.
وأضاف، أن “الجفاف قضى تماما على التنوع البيئي والأحيائي في هذه المنطقة التي كانت يوما ما جنة تحيطها النباتات المائية الكثيفة والحيوانات والطيور الفريدة إضافة إلى إنتاجه الغزير من الثروة السمكية إذ يعتمد عليها سكان الهور”.
بينما أوضح الخبير في منظمة طبيعة العراق المهندس جاسم الأسدي أن “الإطلاقات المائية نحو هور أبو زرك والقرى المحيطة به بلغت 2 متر مكعب بالثانية باتجاه شط أبو لحية المغذي الرئيسي لهور أبو زرك، بينما يجب ألاّ تقل عن 12 مترا مكعبا في الثانية حتى بات من الصعب على الشختورة أن تسير فيه”.
وتحولت البحيرة العراقية الشهيرة (ساوة) والملقبة بـ”لؤلؤة الصحراء” إلى أرض ملحية، بعد جفاف آخر قطرات المياه فيها، خلال الأيام الماضية، فضلاً عن جفاف بحيرة حمرين.