أخبارالعالم الاسلامي

تقرير استقصائي يكشف عن حجم معاناة الشيعة في السودان ومواطنون يؤكدون أن ثقافة بلدهم “ثقافة شيعية”

نشرَ المركز الدولي للصحفيين الـ (ICF)، تقريراً استقصائياً، عن معاناة المسلمين الشيعة في دولة السودان، ومصادرة حقوقهم ومنعهم من إقامة شعائرهم الدينية.
المركز قال في تقريره الذي نشره على موقع (عاين الإخباري) وتابعته (وكالة أخبار الشيعة)، قال: إن “الحسينية الوحيدة المملوكة لشيعة السودان والواقعة على مقربة من شارع الملك نمر وسط العاصمة الخرطوم، لم يتبقَ منه سوى بعض الأثاث المهترئ ورفوف الكتب الفارغة بعد مصادرة المؤلفات الشيعية”.
وأضاف بأن “الحسينية الشيعية التي تأسست في العام (1996 م) تم إغلاقها خلال حكومة الرئيس المخلوع عمر البشير عام (2014 م) وبقيت مغلقة حتى الآن”.
وأشار التقرير إلى أن “مسألة الحريات الدينية بعد سقوط البشير لا تختلف كثيراً عن الماضي، ويتم إقامة الشعائر الدينية في الخفاء وبعيداً عن وسائل الإعلام”.
وأكد التقرير بأن “ثمة انتهاكات وقعت ولا تزال ضد الشيعة في السودان، إذ يواجهون تضييقاً شديداً في دخول الكتب والمؤلفات وتداولها، وفي السنوات الماضية صادرت السلطات المختصة كتبا ومؤلفات شيعية من معارض الكتاب بالخرطوم أكثر من مرة”.
فيما نقل التقرير عن الكاتب والمهتم بقضايا الحريات الدينية؛ ألسر السيّد قوله: إن “مسألة الحريات تعني بالضرورة الذهن الذي ينظم ويراعي عملية التنوع”، مشدداً على أنّ “خطاب الإعلام الرسمي كان خطاباً سلفياً، لا يراعي التنوع، والأدلة كثيرة جداً في البرامج التلفزيونية والإذاعية”.
ويقول السيّد: إن “الرئيس السابق؛ عمر البشير نفسه لديه موقف من التشيع وأعلنه أمام الملأ”، مشيراً إلى أن “قضية المناهج التعليمية شهدت معارك ضارية خلال فترة سيطرة السلفيين عليها، عطفاً على ذلك؛ أقامت حكومة البشير مؤتمرات عن خطر التشيّع، وتبنى الإعلام الرسمي خطاب تكفيري ضد الشيعة”.
فيما قال القانوني عمر عبد الله من الطائفة الشيعية، إنه “كان ضمن مجموعة تمثل الشيعة، حاولوا الجلوس مع وزير الشؤون الدينية والأوقاف السابق في الحكومة الانتقالية نصر الدين مفرح، لبحث حقوق المكون الشيعي في البلاد، لكنها فشلت بسبب تماطل الوزير، ولم يتسن لهم فعل أي إجراء حتى حدوث انقلاب ٢٥ أكتوبر”.
وحول أعداد المنتمين للمذهب الشيعي يقول عمر: “ليست هناك إحصائيات دقيقة وكل الأرقام المتداولة تخرج من التيارات السلفية”، غير أنه يوضح أن “تزايداً لافتاً ظهر خلال السنوات الأخيرة واعتناق الكثير من السنّة المذهب الشيعي”.
كما يشير التقرير إلى أن “التشيع أصبح حالياً يتمدّد عبر الأسر، وفقاً لبعض الذين تحدثوا لشبكة (عاين) وهذا لا يستدعي حرجاً في الإفصاح لكن بالمقابل ربما يشير هذا الأمر إلى أن التحفظ الشديد في الدعوة للتشيع بحيث أن الأمر أصبح مغلقاً داخل بعض الأسر”.
ويؤكد القانوني عمر عبد الله، أن “الثقافة السودانية هي ثقافة شيعية وأن التشيّع في السودان قديم منذ أكثر من (500 عام)، وارتبط بجماعة عُرفت بـ (الزبالعة)، والذين يوالون علياً بن أبي طالب (عليه السلام)”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى