توصلت دراسة أسترالية جديدة إلى أن معظم ضحايا الإساءة العنصرية الموجهة ضد المسلمين في أستراليا كنَّ من النساء اللواتي يرتدين الحجاب، وأن غالبية الجناة كانوا من الرجال.
وأجرت الدراسة التي قادتها وأشرفت عليها “الدكتورة ديريا إنير” من جامعة تشارلز ستورت، مسحا لقرابة 250 حادثة تشهير واعتداء ديني وعرقي عبر الإنترنت وخارجه، من يناير/كانون الثاني 2018 إلى ديسمبر/كانون الأول 2019.
واعتمدت الدراسة على بيانات تم التحقق منها من سجلات الإسلاموفوبيا في أستراليا، وهي خدمة يديرها المجتمع المدني تأسست عام 2014، لتحليل 138 حادثة اعتداء جسدية و109 حالات اعتداء عبر الإنترنت، وذلك كما ذكرت منصة “إيه إيه بي” (AAP) الأسترالية التي نشرت أهم ما ورد في الدراسة قبل أيام.
تقول الدكتورة إنير: “المحجبات والوحيدات والنساء مع الأطفال، معرضات أكثر للخطر باعتبارهن أسهل الأهداف للجناة الجبناء”.
وأضافت “من بين الضحايا الـ103، كان 85% منهن يرتدين الحجاب، و48% بمفردهن، و15% مع أطفال، و12% مع نساء أخريات”.
وقال الباحثون إن ما يقرب من ثلثي حوادث الاعتداء الجسدي (63%) وقعت في الأماكن العامة، وارتكبها رجال (74%).
وجاء في الدراسة أن “السلوكات المسيئة للمحجبات تعكس أيضاً عدم التسامح تجاه المسلمين، وخاصة تجاه النساء اللواتي يعبّرن عن إيمانهن عن طريق ارتداء الحجاب”.
وحللت الدراسة التي صدرت في الذكرى الثالثة لمذبحة كرايست تشيرتش التي حدثت في نيوزيلندا كيف ألهمت تلك الهجمات الدامية المزيد من المتعصبين البيض لممارسة الانتهاكات العنصرية عبر الإنترنت.
وكان مسلح أسترالي قومي أبيض قد قتل 51 مصلياً مسلماً في مارس/آذار 2019 في مسجد كرايست تشيرتش، وفي الأسبوعين اللاحقين للهجوم، ارتفع خطاب الكراهية عبر الإنترنت تجاه المسلمين في أستراليا بنسبة وصلت إلى 65%.
وحدثت معظم حالات الإساءة للإسلام التي تم فحصها عبر الإنترنت ـ والبالغ عددها 109 حالات ـ على منصة فيسبوك (83)، وهي منصة شائعة بين الجماعات اليمينية والنازية الجديدة في البلاد.
وقال الباحثون الذين أرفقوا لقطات فيديو من الانتهاكات التي تتم عبر الإنترنت ضد المسلمين بما في ذلك التهديدات بالقتل، إن الأحزاب السياسية وقادة اليمين المتطرف في أستراليا كان لهم “دور رئيسي في خلق أجندات الكراهية عبر الإنترنت التي أعاد إنتاجها مديرو وأتباع الجماعات اليمينية المتطرفة”.
وقالت الدكتورة إنير: “إن طبيعة هجمات كرايست تشيرتش وأصلها وتأثيراتها على الإنترنت، تثبت أن التعامل مع العنف عبر الإنترنت باعتباره أقل أهمية وواقعية هو وهم بكل تأكيد وغير مفيد”.
ودعت إلى اتباع نهج شامل في التعامل مع التمييز العنصري، يأخذ في عين الاعتبار شدة وقوة شبكات الكراهية الافتراضية.
وخلصت الدراسة إلى أن الإسلاموفوبيا ليست مشكلة إسلامية فقط، “ولكنها خطر على التماسك الاجتماعي في أستراليا كلها، وهو ما يتطلب مشاركة وطنية شاملة إذا أرادت أستراليا أن ترقى إلى مستوى تراثها المتعدد الثقافات الذي عرفت به عبر تاريخها الحديث”.