تمرّ على شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، الذكرى الـ (63) لرحيل المرجع الديني الأعلى السيد الميرزا مهدي الحسيني الشيرازي (تقدّست روحه الشريفة)، زعيم الحوزة العلمية الشريفة في مدينة كربلاء المقدسة، والتي توافقُ للثامن والعشرين من شهر شعبان المعظّم.
أتباع العترة الطاهرة في العراق والعالم، استذكروا بهذه المناسبة الأليمة، جهاد ونضال المرجع الراحل الإمام السيد مهدي الشيرازي (قدس سره) ودفاعه عن الشيعة وإقامة الشعائر الحسينية المقدسة وتوحيد صفوف المسلمين.
والسيد مهدي بن حبيب الله الحسيني الشيرازي، هو والد الإمام المجدد الثاني السيد محمد الشيرازي والمفكر الراحل الشهيد السيد حسن الشيرازي (قدّس سره) والمرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)، وهو من مواليد مدينة كربلاء المقدسة في العراق سنة (1304 هـ)، تلقى تعليمه الحوزوي على يدي والده، وكذلك على أيدي علماء أفاضل في كل من كربلاء المقدسة وسامراء والنجف والكاظمية، وقد حمل أعباء الحوزة الشريفة وصلاح الأمة الإسلامية، وصار من كبار مراجع الديني العظام.
وكان يوم وفاة الإمام السيد مهدي الشيرازي (قدّس سرّه) من سنة (1380 هـ) يوماً مشهوداً في مدينة كربلاء المقدسة، قلّ له نظير، فقد عُطلت الأسواق وتوشّحت جدران الحرمين الشريفين للإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام، بالسواد وكذا أطراف الأسواق والشوارع وأبواب المحلاّت غرقت في الأكسية والأعلام السوداء، وتم الإعلان عن وفاته في مآذن الحرمين الشريفين بكرّات ومرّات ليلاً ونهاراً، وأعلنت الإذاعة العراقية ـ آنذاك ـ نبأ وفاته المفجع، فانهالت ألوف السيارات من أطراف العراق إلى كربلاء المقدسة، خاصة من المدن المقدسة النجف الأشرف والكاظمية وسامراء المقدستين، يقدمهم عدد من مراجع التقليد وفي مقدّمتهم سماحة آية الله العظمى الإمام السيد محسن الطباطبائي الحكيم (قدّس سرّه) واكتظت مدينة كربلاء المقدسة بأسواقها وشوارعها وأزِقّتها بالمشيّعين، وطال التشييع من الصباح الباكر وإلى العصر تخلّلته صلوات الجماعة للظهرين في الحرمين الشريفين، وقد صلّى على ذلك الجثمان الطاهر ـ بوصية خاصة منه ـ ولدُه الأكبر الإمام آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدّس سرّه) ودفن في الحجرة الكبيرة في الزاوية الغربية الجنوبية من الصحن الشريف حيث مزاره الآن.