قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن تغيير الضمير الجمعي للهند، يتم بصورة غير قابلة للإصلاح، باتجاه كراهية قوية للمسلمين، لدرجة أن يذهب مسن على كرسي متحرك لمشاهدة فيلم “ملفات كشمير” التحريضي.
وقالت الصحيفة في تقرير، ” إن الفيلم الذي يصور الهجرة الجماعية للبانديت الكشميريين الأقلية الهندوسية في كشمير في تسعينيات القرن الماضي، شهد هتافات كراهية معادية للمسلمين في دور السينما في جميع أنحاء الهند، وكان الجمهور يردد صيحات بهارات ماتا كي جاي (المجد للهند)، وهي ترنيمة قومية تم استخدامها كسلاح مرارا ضد المسلمين. وسرعان ما انضم الرجل على الكرسي المتحرك إلى هتافات “المسلمون إرهـ،ـابيون”.
وقالت مراسلة للصحيفة، خلال اليوم الثاني للعرض، سرعان ما بدأت مجموعة من المراهقين الجالسين في الصف الأمامي يهتفون بهارات ماتا كي جاي، كنت جالسة في الصف الرابع، بين أم حامل ورجل مسن تحدث بفخر عن كيفية استرداد التاريخ في الهند في عهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
وبدأ الفيلم، وخلال 20 دقيقة كانت هناك مشاهد مقلقة لمسلمين يرغبون بنساء هندوسيات وجار مسلم يخون صديقه الهندوسي لدعم الإرهـ،ـاب. كانت هناك مشاهد لأطفال مسلمين يتباهون ببنادق الكلاشينكوف ويهينون الآلهة الهندوسية، في إحدى مراحل الفيلم، يخبر متشدد مسلم هندوسيا كشميريا كان يرتدي زيا يصور إلها هندوسيا أنه فقط أولئك الذين يرددون الله أكبر سيسمح لهم بالازدهار في كشمير.
وذلك عندما بدأ الجمهور في ترديد “جاي شري رام” (المجد للورد رام). أطلق المراهقون في الصف الأمامي صفيرا وبدأوا يصفقون على الشعارات، وأثارت مشاهد مسلمين يرتدون أغطية رأس وهم يقتلون الهندوس بوحشية شهقات ألم من الجمهور.
والتفتت الأم الحامل الجالسة بجواري إلى زوجها: “هؤلاء المسلمون ولدوا أوغادا، غير قادرة على تحمل الكراهية، أخبرتهم أنني مسلمة وأن اللغة التي يستخدمونها كانت خطاب كراهية ضد مجتمعي. ردت المرأة: الكراهية هي ما يعلّمها دينك، وليس ديننا. بدأ الآخرون الجالسون بالقرب منا في الهتاف تأييدا لها، وغادرت السينما، بعد 30 دقيقة فقط من الفيلم، وشعرت بالإهانة وعدم الأمان جسديا. صرخ في وجهي رجل اذهبي إلى باكستان”.
وأضافت، “عندما اشتكيت إلى مدير المسرح من تعرضي للمضايقة والإيذاء، نظر إلي ببرود، حقق الفيلم نجاحا كبيرا في شباك التذاكر، دور السينما مكتظة. حتى أن الحكومة الهندية منحت امتيازات ضريبية على الفيلم، معتبرة أنه مهم لرفاهية البلاد، هذا يعني أنه يمكن للجماهير شراء التذاكر بأسعار أرخص”.
في اليوم التالي، التقى مودي بممثلي الفيلم وطاقمه. وفي خطاب متلفز، سخر رئيس الوزراء من الانتقادات، قائلا: “أولئك الذين يحملون دائما علم حرية التعبير، هذه المجموعة بأكملها قد اهتزت في الأيام الخمسة إلى الستة الماضية”.
وتابعت المراسلة، “لقد كتبت من قبل عن القوة التي تتمتع بها هذه الأفلام لإثارة الحماسة القومية والكراهية المعادية للإسلام، إنها الآن صيغة مجربة، لكن نجاح فيلم ملفات كشمير الذي حطم الرقم القياسي، نقل الدعاية إلى مستوى الإبادة الجماعية، الفيلم يسيطر على جميع المناقشات، يروج له رئيس الحكومة بينما تخصص الشبكات الكبيرة ساعات من البرمجة لتمجيد الشجاعة في الفيلم”.
وأضافت: “حتى بعد أن فشلت في التعافي تماما من الخوف والإذلال الذي شعرت به في السينما، يجب أن أتعامل مع الأخبار التي تفيد بأن محكمة في ولاية كارناتاكا الهندية تؤيد حظرا للحجاب، جاء الحكم بعد أن طعنت طالبات مسلمات في حظر الحجاب في بعض المؤسسات التعليمية بالدولة، في انتهاك واضح لحقوقهن، جادلت حكومة الولاية، التي يديرها حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي بزعامة مودي، بأن ارتداء الحجاب ليس ممارسة ضرورية للإسلام”.