استذكر شيعة أهل البيت (عليهم السلام) في العراق وإيران والعالم، الذكرى الـ (131) لرحيل المرجع الديني الكبير السيّد محمد حسن الحسيني الشيرازي (تقدّست روحُه الشريفة) مؤسس وزعيم الحوزة العلمية في سامراء المقدسة، والتي توافق للرابع والعشرين من شهر شعبان المعظّم، مسلطين الضوء على حياته الشريفة وإنجازاته العظيمة في خدمة الدين والتشيّع.
وارتبطَ اسم سماحة المجدّد الشيرازي الأوّل بحدثين كبيرين، أولهما إصداره للفتوى المجلجلة التي عُرفت بفتوى انتفاضة التبغ في إيران، وهزّت عرش الشاه الذي سلّم مقادير البلاد للاستعمار البريطاني، فنجحت في هز كيانه وإخراجه نهائياً من إيران، أما الحدثُ الثاني والأهم فيتمثّل بتأسيسيه للحوزة العلمية الشريفة في مدينة سامراء المقدّسة، فضلاً عن جهوده الكبرى بالتجديد في المذهب وانتهت إليه زعامة الشيعة.
ولِد الفقيد الراحل السيّد محمّد حسن بن محمود بن محمّد إسماعيل الحسيني الشيرازي، بتاريخ الـ (15 جمادى الأولى 1230 هـ) في مدينة شيراز بإيران، وبدأ دراسة العلوم الدينية في مسقط رأسه، ثمّ سافرَ إلى أصفهان لإكمال دراسته الحوزوية، وبعدها إلى النجف الأشرف عامَ ألف ومئتين وتسعة وخمسين للهجرة لإكمال دراسته الحوزوية العليا، ثمّ هاجرَ إلى سامرّاء المقدّسة عام ألف ومئتين وواحد وتسعين وأسس فيها الحوزة العلمية التي ذاع صيتها في الأرجاء، واستقرّ هناك حتّى وافاه الأجل، مشغولاً بالتدريس والتأليف وأداء واجباته الدينية، وعمل خلال بقائه في سامراء على بناء مدرسته المعروفة بمدرسة الميرزا الشيرازي، كما بنى سوقاً كبيراً ودوراً وأصبحت المدينة في عهده تشعّ بأنوار التشيّع العلوي وإحياء الشعائر الحسينية المقدّسة.
وبحسب ما ينقله تلامذته الأعلام، فإنَّ مجالس العزاء على المجدّد الشيرازي الأوّل دامتْ عاماً كاملاً، لفقد هذه القامة الشيعية العظيمة، الذي أفنى حياته الشريفة في خدمة العلم والدين والدفاع عن قضايا أهل البيت (عليهم السلام) ونصرة شيعتهم، وهو الخط الواضح للأسرة الشيرازية المشرّفة التي سار عليها الأبناء والأحفاد، كما يتضح ذلك في نضال ودفاع مرجع الشيعة سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظلّه الشريف).