معَ التصعيد المستمر والشديد على طول الجبهة بين أوكرانيا وروسيا وتلويح الأخيرة بشنّ حرب شاملة، نمتْ مخاوف شديدة لدى منظمات حقوقية شيعية على مصير أبناء الشعب الأوكراني بشكل عام والمسلمين الشيعة بشكل خاص، الذين يعيشون بأمن في هذه البلاد التي هاجروا إليها مضطهدين في بلدانهم الأم.
المسلمون الشيعة وغالبيتهم من القوقازيين الذين هربوا إليها في ظل الحكم المغولي ومن ثم العهدين القيصري والشيوعي فضلاً عن الجاليات العراقية والإيرانية، يعيشون في مناطق عدّة من أوكرانيا أبرزها العاصمة كييف وخاركوف وسومي ولوكاتسك وسواحل البحر الأسود، ويفوق عددهم بحسب الإحصائيات الأخيرة الـمليون شخص، وهم لا يريدون سوى العيش بأمان والسماح بإقامة شعائرهم الحسينية.
ويرى ناشطون بمجال حقوق الإنسان أن ما يحدث الآن حرب نفسية ضد الشعب الأوكراني وتتصاعد تدريجياً مع المشادات المستمرة والإنذار بحدوث حرب عالمية ثالثة ستحرق معها الأخضر واليابس، فيما دعوا إلى التفكير الجدي بترك هذه المهاترات والجلوس على طاولة الحوار لدرء نار الحرب عن الطرفين.
ويشير الناشطون إلى أن “الحرب النفسية ازداد على الأوكرانيين مع دعوة دول عديدة رعاياها إلى مغادرة البلاد والذي أظهر أن التهديد بالحرب حقيقي ويروّع الساكنين الآمنين في البلاد ومنهم الأقلية الشيعية التي تبحث عن السلم”.
وتدعم منظمات حقوقية هذا الرأي وتؤكد بأن “لا مصلحة للطرفين بهذه الحرب التي ستؤدي إلى حرب عالمية ثالثة خصوصاً وأن أوكرانيا ستخوص حرباً بالوكالة تقضي على أبنائها”، مبينة أنه “سبق وأن عانات الجاليات المسلمة ومنهم أبناء الطائفة الشيعية من الحرب الدائرة التي كانت دائرة في الأساس بين روسيا وأمريكا وأثّرت على أوضاعهم الدينية والاقتصادية”.
ولفتت إلى أن “من الضروري التفكير بوضع الأقليات الدينية المسلمة في ظل هذه الأجواء المشحونة، فالمسلمون معروف عنهم دعوتهم للسلم ولا يبحثون سوى عن مكان آمن لهم يستطيعون فيه تأمين حياتهم وإحياء طقوسهم الدينية”.