سادت حالة من الجدل مواقع التواصل الهندية خلال الأيام الماضية بسبب تداول فيديو لمجموعة من النشطاء الهندوس في مدينة كوربا بولاية (تشهاتيسجاره) الهندية، مصطفين حول نار مشتعلة ويؤدون القسم متعهدين بإنشاء دولة هندية للهندوس ومقاطعة غير الهندوس.
ونُشر الفيديو لأول مرة عبر موقع فيسبوك من خلال أحد المشاركين في واقعة القسم ويدعى برجيش سينغ الذي نشره عبر حسابه الخاص على الفيسبوك معلقًا “اليوم تعهد جيش الأمن الهندوسي في مقاطعة كوربا بولاية (تشهاتيسجاره) بجعل الهند أمة هندوسية في وجود النور كشاهد على القسم، “عاش الإله رام”.
وكشفت مقاطع الفيديو النشطاء الهندوس وهم يرددون القسم “نحن سكان مدينة كوربا بولاية (تشهاتيسجاره) نقسم أن نجعل الهند أمة هندوسية خالصة، ونتعهد أننا سوف ندعم ونساعد إخواننا الهندوس اجتماعيا وماليًا دون سواهم وأن نقاطع الآخرين”.
وشدد النشطاء الهندوس الذين يطلقون على أنفسهم اسم: “جيش الأمن الهندوسي” على أن عملهم هذا ضرورة من أجل تعزيز عقيدة “الهندوتفا” التي تطالب بدولة للهندوس فقط.
وبحسب مبادرة “هندوتفا ووتش” المعنية برصد التعديات على حقوق الأقليات في الهند، فإن النشطاء في الفيديو كانوا يوجهون كلامهم لغيرالهندوس بضرورة الاختيار بين الانتماء لعقيدة “الهندوتفا” أوالخروج من الهند بالقول “إن كنت تريد العيش في الهند فعليك أن تنادي (عاش الإله رام) عهد الإله رام سوف يعود”.
وشهدت العديد من الولايات الهندية طوال الشهورالقليلية الماضية، أحداثا ومواقف رافضة لمعتنقي باقي الديانات الأخرى، إذ تعهد ناشطون هندوس متطرفون بإيذاء المسلمين إذا لزم الأمر لجعل الهند “أمة هندوسية فقط” بينما لم يحرك زعماء الهند ساكنًا وسط تزايد المشاعر المعادية للمسلمين في البلاد.
وأقسم مئات من الناشطين والرهبان الهندوس اليمينيين، في مؤتمر عُقد الشهر الماضي، بأنهم سيحوّلون الهند -الجمهورية العلمانية بحسب دستورها- إلى أمة هندوسية حتى لو اقتضى ذلك الموت والقتل.
يذكر أن هندوتفا التي تمثل السياسة السائدة والمعتمدة للقومية الهندوسية في الهند، عقيدة عنصرية متطرفة تعتنقها قيادة البلاد ويساهم رئيس حكومتها ناريندرا مودي في ازدياد سطوتها منذ وصوله للحكم في العام 2014.