عند مرقد أبي الفضل العباس عليه السلام.. مسيرة عزاء نسوية وفاءً لأم البنين عليها السلام
نظّم قسمُ الشعائر والمواكب الحسينيّة التابع للعتبتَيْن المقدّستَيْن الحسينيّة والعبّاسية ، مسيرةَ عزاءٍ نسويّة وفاءً لأمّ البنين عليها السلام ومواساةً لولدها أبي الفضل العبّاس سلام الله عليه بذكرى رحيلها.
المسيرةُ العزائيّة اعتاد القسمُ على تنظيمها سنويّاً، واشترك فيها عددٌ كبير من النساء المفجوعات بهذا المصاب من داخل كربلاء وخارجها، فضلاً عن جموع الزائرات اللاتي شاطرن موكب المواساة، وتندرج هذه الفعّالية ضمن المنهاج العزائيّ المُعدّ لإحياء واستذكار هذه المناسبة والذكرى الأليمة، التي لم تقتصر على مواكب الرجال فحسب بل كانت هناك بصمةٌ عزائيّةٌ نسويّة، تأكيداً للسير على نهجها وجزءاً من الوفاء لما قدّمته، ومواساةً لأئمّة أهل البيت(عليهم السلام) بهذه الذكرى.
وكما جرت العادةُ في إقامة هذه المسيرة كان الانطلاق من صحن مرقد أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) لتعزيته، بعدها كان التحرّك صوب مرقد المُعزّى ابنها وفلذة كبدها أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، لتقديم المواساة والعزاء له مروراً بساحة ما بين الحرمَيْن الشريفَيْن، وقد تقدّم المسيرة نعشٌ رمزيّ للسيّدة صاحبة الذكرى، إضافةً إلى مجموعةٍ من الأطفال الموشَّحين بوشاح الحزن والأسى، وهم يحملون الشموع تعبيراً عن حزنهم.
وقالت إحدى المعزّيات بهذه المسيرة الحاجّة أم محمد، إنّ “إحياء هذه الذكرى بمناسبة وفاة أمّ البنين(عليه السلام)، ينبغي أن يكون إحياءً حقيقيّاً ينسجم مع تعاليم وتوصيات وإرشادات أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، وينسجم مع دورهم في الحياة باعتبارهم أئمّةً وقادةً وحججاً وقدوةً للناس أجمعين، وكلٌّ حسب طاقته وإمكاناته وحسب فهمه ووعيه، فكلّ مظهرٍ من مظاهر الإحياء محبوبٌ ومرغوبٌ فيه، ما دام منسجماً مع ثوابت الشريعة الإسلاميّة”.
واضافت أنّ “صاحبة الذكرى تستحقّ منّا أكثر من ذلك، كيف لا وهي من واستْ إمام زمانها بفلذات كبدها نصرةً له ولدين جدّه رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، وما هذه المشاركة في هذا الموكب إلّا دليلٌ ومصداق لاستذكار مواقفها التي سُطّرت بأحرفٍ من نور، وما زالت الأجيالُ تذكرها جيلاً بعد آخر”.