الشيعة في ماليزيا التحديات والطموح
تقع ماليزيا في جنوب شرق آسيا، وتنقسم إلى إقليمين يفصل بحر الصين الجنوبي بينهما، الإقليم الأول هو شبه جزيرة ماليزيا ويقع غربي ماليزيا، والإقليم الثاني هو سرواك وصباح حيث يقع شرقي ماليزيا وهي المنطقة التي تحتل الأجزاء الشمالية من جزيرة بورنيو حوالي ثلث مساحتها. وتشترك في حدودها الجنوبية مع إندونيسيا وسنغافورة وبحر جاوا، وشمالاً مع تايلاند وبحر الصين الجنوبي وبروناي وغرباً مع مضيق مالاقا الذي يفصلها عن جزيرة سومطرة.
تقع ماليزيا في جنوب شرق آسيا، وتنقسم إلى إقليمين يفصل بحر الصين الجنوبي بينهما، الإقليم الأول هو شبه جزيرة ماليزيا ويقع غربي ماليزيا، والإقليم الثاني هو سرواك وصباح حيث يقع شرقي ماليزيا وهي المنطقة التي تحتل الأجزاء الشمالية من جزيرة بورنيو حوالي ثلث مساحتها. وتشترك في حدودها الجنوبية مع إندونيسيا وسنغافورة وبحر جاوا، وشمالاً مع تايلاند وبحر الصين الجنوبي وبروناي وغرباً مع مضيق مالاقا الذي يفصلها عن جزيرة سومطرة.
المساحة والسكان
تبلغ مساحة ماليزيا 330 ألف و803 كيلومتر مربع وهي مكونة من 13 ولاية وثلاثة أقاليم اتحادية، عاصمتها كوالالمبور، وبوتراجايا هي مقر الحكومة.
يبلغ عدد السكان حسب تقدير عام 2014 حوالي 30 مليون و73 ألف و353 نسمة.
ماليزيا دولة متعددة الأعراق، يتكوّن سكانها من ثلاثة أعراق رئيسية هم الملايو ويمثّلون أغلب السكان بنسبة (57%) ويليهم الصينيون (27%)، والهنود (7%)، إضافة إلى بعض الجنسيات الأخرى.
الإسلام هو الدين الرسمي في أغلب الولايات الماليزية وأكبر الأديان في ماليزيا، يبلغ عدد المسلمين وفقاً لتعداد السكان عام 2000م، ما يقرب من (60.4%) بينما تشكل البوذية (19.2%)، والمسيحيون يشكلون (9.1%)، فالهندوس بنسبة (6.3%) وباقي الديانات الأخرى تشكّل نسبة (0.2%) من سكان ماليزيا.
أما اللغة الرسمية فهي لغة الملايوية، وتستعمل الانكليزية على نطاق واسع، وإلى جانبها الصينية والهندية، والعملة هي الرنكت الماليزي.
تاريخ الاسلام في ماليزيا
إن وصول الإسلام إلى ما ليزيا لم يكن دفعة واحدة، بل دخل الإسلام إلى تلك البلاد على نحوين: الأول كان بسبب وصول بعض المسلمين إلى جنوب شرقي آسيا وبالتالي يحتمل أن يكون قد دخل البعض إلى الإسلام عن طريق أفراد من المسلمين. أما النحو الثاني – وهو الأرجح – أنه عندما وصل المسلمون إلى جنوب شرقي آسيا في القرن الأول الهجري اعتنق بعض أهل تلك البلاد الإسلام، وذلك لأن اتصال العرب المناطق الجنوبية من الهند وبعض جزر الملايو كان قديماً من أجل الأعمال التجارية وبعد دخول الجزيرة العربية وبلاد فارس – في القرن الأول الهجري – الإسلام فإن العلاقات التجارية لم تنقطع مع تلك البلاد وخاصة عرب جنوب الجزيرة العربية.
كان المسلمون متمسكين بالتعاليم الإسلامية وخاصة الأخلاقية منها حيث حملوا معهم هذه الصفات الحميدة إلى تلك البلاد وكانوا قدوة حسنة لغيرهم، وقد عملوا على تطبيق ذلك بالإضافة إلى عملهم الدعوي الإسلامي ولكن ضمن طاقاتهم المحدود.
وعلى أي حال، فإن الإسلام انتشر في بلاد الملايو حتى أصبح شمال سومطرة بلداً مسلماً، بالإضافة إلى أنّ حكام ملقة دخلوا في الإسلام بعد تحالف عائلي بينهم وبين حكام باساي المسلمة في شمال سومطرة، وفي أواخر القرن الثاني عشر الميلادي قامت أول دولة إسلامية في ولاية كلنتن. وقد اعتنق سلطان شبه جزيرة الملايو الإسلام على يد الشيخ عبد الله الذي كان تاجراً يتردد على ذلك الميناء، وصار اسم السلطان محمد شاه، وسمّي أولاده بأسماء عربية إسلامية أيضاً، وتبعه شعبه في الدخول إلى الإسلام، وأصبحت جزيرة (ملقة) التي كان يقيم فيها تدين بالإسلام، ومنها بدأ انتشار الإسلام على نطاق واسع، لتقوم هناك أول مملكة إسلامية.
وفي القرن الثالث عشر أعلن ملك سنغافورة – وهي جزيرة صغيرة في جنوب ماليزيا – اعتناقه الإسلام وسمى نفسه راجا اسكندر شاه، وفي أواخر هذاالقرن قامت دولة إسلامية في ترنجانو وفي بداية القرن الرابع عشر بدأت الدعوة الإسلامية بالانتشار على نطاق واسع.
وخلاصة الكلام أننا إذا دقّقنا النظر سنجد أنّ القاسم المشترك في كيفية انتشار الإسلام في دول شرق آسيا وشرق أفريقيا – هو أنها لم تكن معروفة من قبل بأسمائها وحدودها وأنّ العامل الأساسي في انتشار الإسلام هو التجارة بين جنوب الجزيرة العربية من ناحية وتلك البلاد من ناحية أخرى.
ومن المعلوم أنّ ماركوبولو قد زار تلك البلاد عام 1292م حيث التقى نفراً من التجار المسلمين في ميناء برلاك على الساحل الشمالي المتصل بالملايو.
ثم عمّ الإسلام شبه جزيرة الملايو كلها وما جاورها بعد ذلك، وأصبح اسم ماليزيا مرتبطاً ارتباطاً قوياً بالإسلام، على الرغم من أنّ الاستعمار الغربي قد حاول القضاء على الإسلام في المنطقة.
1-الشيعة في ماليزيا
الإسلام والدولة
مما لا شك فيه أن الإسلام هو أكثر الأديان انتشاراً في ماليزيا على الرغم من تعدد العرقيات والأديان، إذ يشكل المسلمون حوالي 60% من مجموع السكان.
فالمادة الثالثة من الدستور الماليزي تنص على أن الإسلام هو دين الدولة، ولكن في الواقع لا تطبق الشريعة الإسلامية إلا على المسلمين وخاصة في مسائل الأسرة والشعائر الدينية وهذا ما أحدث جدلاً كبيراً حول هوية ماليزيا فهل ماليزيا دولة علمانية أم إسلامية؟
ويتولى الحزب الإسلامي (باس) – ذو التوجه الإسلامي المحافظ – الحكم حاليا في ولايتين هما (كلانتن وقدح)، وينادي هذا الحزب بتأسيس دولة إسلامية.
وقد حكم ولاية ترنجانوبين عامي 1999، و2004، إلا أن تحالف الجبهة الوطنية استعاد حكمها وما زال حتى اليوم.
ورغم أن الإسلام هو الدين الرسمي في ماليزيا إلا أن الحرية الدينية تسمح للناس باعتناق أي دين وأداء الشعائر الدينية، فالملك ورئيس الوزراء وحكام ولايات ماليزيا يجب أن يكونوا مسلمين أما أعضاء مجلس الوزراء فليس بالضرورة.
شهر رمضان في ماليزيا
أكثر ما يميّز ماليزيا في شهر رمضان أنها تستغل فرصة قدوم هذا الشهر الكريم كي تبدأ نشاطها التجاري، لتتحول الشوارع في كوالالمبور إلى أجواء احتفالية تعج بالمارة والمتسوقين، ويتم افتتاح العديد من البازارات، هذه الأسواق الشعبية تبدأ نشاطها وتعرض مختلف المنتوجات والأطعمة، كما تقوم بتحضير وجبات الإفطار. ويقوم المسلمون في هذا الشهر الفضيل بقراءة القرآن والدعاء وصلة الأرحام وبتقديم المعونات المادية للمحتاجين.
2- الشيعة في ماليزيا
اللغة العربية
إنّ دخول الإسلام إلى ماليزيا لعب دوراً مهماً في تأثّر لغة الملايو باللغة العربية وتجلي ذلك في استخدام الحرف العربي بدل الرموز التي كانت في الكتابة الملاوية. وتحتل اللغة العربية حالياً مكانة مرموقة حيث نراها موجودة على العملات الورقية واللوحات الإرشادية وغير ذلك.
ولكن تواجه اللغة العربية عدة مشاكل منها عدم انتشار المعاهد المتخصصة في ماليزيا لتدريسها، ومع وجودها القليل فهي ما زالت تعتمد مناهج ضعيفة وطرق تدريس قديمة هذا بالإضافة إلى عدم توفر الكفاءات التعليمية.
وتسعى الحكومة الماليزية إلى نشر اللغة العربية في جميع المراحل التعليمية، كما أنها أقرّت اللغة العربية في مراحل الدراسات العليا في الجامعات الماليزية وذلك لاستقطاب العدد الأكبر من الطلاب الوافدين إليها لتعلم لغة القرآن الكريم.
وقد أقرّت وزارة التعليم العالي برامج الماجستير والدكتوراه في اللغة العربية وآدابها في عدد من جامعات البلاد. وتشجّع الحكومة على تدريس العربية في المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية، واهتمام الحكومة الماليزية بتدريس العربية يعود إلى رغبتها في بناء بيئة اقتصادية عملية بينها وبين الدول العربية، وهذا ما يعود بالنفع على القطاع الاقتصادي في ماليزيا.
3-الشيعة في ماليزيا
مشاكل المسلمين
على الرغم من أن الإسلام هو الأكثر انتشاراً في ماليزيا إلا أن المشاكل والسلبيات التي يعاني منها المسلمون متعددة ولابد من إيجاد الحلول المناسبة حتى يستقيم المجتمع الإسلامي.
إن أول ما يعاني منه المسلمون هو ضعف المرجعية الإسلامية وضعف سلطتها، لأنه على الرغم من كون الدستور قد نصّ على أن ماليزيا دولة إسلامية، إلا أن الشريعة الإسلامية لا تطبّق إلا في سبع ولايات فقط، أما في غيرها من الولايات – خاصة العاصمة – فترى ظاهرة شرب الخمر متفشّية ولا يوجد شرطة آداب لضبط الظواهر غير الأخلاقية، على الرغم من وجود قوانين وُضِعت من قبل الحكومة لمراعاة الآداب، إلا أن التطبيق العملي لهذه القوانين ضعيف جداً، خاصة أن في البلاد حوالي 40% من السكان غير مسلمين، بل معظمهم من الهنود والصينيين.
كما تعاني البلاد من الغزو الثقافي الغربي، بل يمكن القول بأن التغرب قد اكتسح الحياة الاجتماعية للمواطنين وهذا يؤدي إلى ضعف الروحية الإسلامية، خاصة مع غياب البديل الإسلامي الواضح.
ومن المشاكل المهمة أن المجتمع الإسلامي يفتقد إلى شخصيات إسلامية تقوم بتوعية الناس وتوجيههم إلى المصالح العامة والإسلامية.
4-الشيعة في ماليزيا
الشيعة في ماليزيا
ماليزيا هي من الدول التي يتزايد فيها أتباع أهل البيت عليهم السلام يوماً بعد يوم حتى تجاوز عددهم اليوم حوالي الـ30 ألفاً، يسكنون في مناطق مختلفة من ماليزيا، وتعتبر الأنشطة الدينية لهم والشعائر الحسينية بالتحديد محط أنظار العديدين خصوصاً وسائل الإعلام الحكومية التي تنقل فعاليات تلك الشعائر على مدى شهري محرم وصفر، وأكثر من ذلك أن ملك ماليزيا نفسه ألقى قصيدة مشهورة في مدح أبي عبد الله الحسين عليه السلام ورثائه في يوم عاشوراء، وتعرف تلك القصيدة باسم (حسينية الملك)، ويذكر أن هناك عدداً من الوزراء في الحكومة الماليزية قد تشيّعوا، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الشيعة في الجيش والحرس الملكي الماليزي، ومن أشهر الشيعة هناك (صالح كمران) رجل الأعمال الأكثر دعماً للوجود الشيعي في ماليزيا، حيث قام ببناء ثلاثة مساجد للشيعة في كوالالمبور وجوهور وسرواك، وإنشاء ست حسينيات وتسع مدارس للتعليم الديني، مما أدى إلى تقوية الوعي الديني عند الشيعة في ماليزيا.
وللاطلاع أكثر على أحوال أتباع أهل البيت عليهم السلام ننقل قسماً من المقابلة التي أجريت مع السيد حسن العطاس بخصوص اوضاع الشيعة والتشيع في ماليزيا.
س: كيف حال الشعائر الحسينية في ماليزيا؟ وكيف تتوقعون أن يكون شهر محرم هناك؟
ج: يصرّ الماليزيون كحال بقية أتباع أهل البيت عليهم السلام في مختلف بقاع العالم الإسلامي على ممارسة شعائرهم الدينية في شهر محرم للتعبير عن حبهم وولائهم لأئمة أهل البيت عليهم السلام خصوصاً مسألة الحسين عليه السلام، ونحاول أن نبقي قضية سيد الشهداء حاضرة في نفوس أتباعه من خلال التأكيد على مبادئ ثورته سلام الله عليه، ويتخلل شهر محرم العديد من البرامج؛ منها إقامة المحاضرات وقراءة القصائد واللطميات من قبل الخطباء والرواديد.
يوجد في ماليزيا عشرة طلاب علم فعّالين حيث يرتقون المنابر لوعظ وإرشاد الناس، ومن ضمن الممارسات التي نقوم بها في عاشوراء لدينا تقليد نحافظ عليه منذ أكثر من 20 سنة يتضمن إدخال 200 طفل وتقسيمهم إلى عدّة مجموعات وكل مجموعة تتكون من 15 إلى 20 طالباً وإجراء المسابقات فيما بينهم من أجل تحفيزهم على الدراسة والتميز وهي تستمر في الحسينيات طوال شهر محرم الحرام وإذا صادف أن لم يكن هناك حسينية كأن تكون مغلقة، فإننا نقوم بإجراء هذه البرامج في بيوتنا، ففي فترة سابقة أغلقت الحكومة الحسينيات لمدة ثلاث سنوات بين الأعوام 1998 إلى 2001 لكن البرامج لم تتوقف في تلك الفترة وهي مستمرة لحد الآن.
س: هل يؤدي أتباع أهل البيت عليهم السلام شعائرهم الحسينية بحرية في ماليزيا أم توجد مضايقة من قبل الحكومة أو الطوائف الأخرى وما هو سبب إغلاق الحسينيات من قبل الحكومة؟
ج: نعم يمارس الشيعة شعائرهم بحرية وفي داخل الحسينيات أي بيننا فقط، وتتواجد النسبة الأكبر من الشيعة في كوالالمبور وهي عاصمة ماليزيا، لكن الحكم في ماليزيا فيدرالي وإنّ بعض المناطق يكون الحكم فيها للسلفيين مثل شمال ماليزيا في منطقة (برليس) فيقومون بإغلاق هذه الحسينيات، وفي بقية المناطق الماليزية لا يوجد للشيعة أية مشاكل.
س: لماذا أعداد الشيعة قليلة في ماليزيا مقارنة مع تعداد سكان ماليزيا الذي يتجاوز الـ(24) مليون الآن؟
ج: لم يكن في السابق أي وجود للشيعة في ماليزيا، وأغلب الموجودين اليوم من أتباع أهل البيت هم أصلاً من أهل السنة وأصبحوا شيعة، لأجل هذا ترى أن الشيعة يمتلكون علاقات جيدة مع أهل السنة، وتراهم يمارسون طقوسهم الدينية بحرية.
س: هل تتوفر الكتب الدينية لديكم باللغة المحلية؟
ج: لا يوجد، ولكن أنا اقرأ الكتب التي تخص أهل البيت عليهم السلام ومن ثم أقوم بترجمتها من اللغة العربية إلى اللغة المالاوية، ونحن نجلب الكتب المترجمة ونترجم الكتب غير المترجمة، ولدينا في ماليزيا 20 حسينية وفي كل حسينية توجد مكتبة صغيرة، أي عندنا 20 مكتبة صغيرة، وأنا أقوم بإعطاء 100 إلى 200 عنوان لكل مكتبة…(كتابات في الميزان)