من هذا المكان تؤخذ التربة الحسينية للاستشفاء
تنفرد الأرض التي ضمت جسد الإمام الحسين عليه السلام بخصوصية عن نظيراتها في كل أماكن العالم.
تنفرد الأرض التي ضمت جسد الإمام الحسين عليه السلام بخصوصية عن نظيراتها في كل أماكن العالم.
في أي بقعة من هذه الأرض، سواء كانت على درجة من الطهر والقداسة أو لا، فإن ما تميزت به “تربة” القبر الشريف في كربلاء، كان ولا يزال محصوراً بها بلا منافس، فهي كما تشير الروايات الشريفة “شفاء من كل داء، وأماناً من كل خوف”.
وقد صرح بذلك الإمام الصادق عليه السلام، في قوله: “إن في طين الحائر الذي فيه الحسين عليه السلام شفاء من كل داء، وأمانا من كل خوف”.
ولكن، من أي مكانٍ يؤخذ هذا الطين المبارك؟
إن عدداً كبير من الروايات الشريفة الواردة في هذا الباب تحدد عدة أماكن ومسافات متفاوتة في تحديد طين القبر الشريف، إذ تتحدث هذه الروايات بدءً من أقرب الأماكن إلى القبر الطاهر، حتى تنتهي إلى خمسة فراسخ، أي نحو 25 كيلو متراً.
“ذراع عند الرأس”
عن يونس بن ربيع، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: ان عند رأس الحسين بن علي (عليهما السلام) لتربة حمراء، فيها شفاء من كل داء الا السام، قال: فأتيت القبر بعد ما سمعنا بهذا الحديث، فاحتفرنا عند رأس القبر، فلما حفرنا قدر ذراع انحدرت علينا من عند رأس القبر مثل السهلة حمراء قدر درهم، فحملناه الى الكوفة، فمزجناه، واقبلنا نعطي الناس يتداوون به.
“سبعون ذراعاً”
وعن ابي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: يؤخذ طين قبر الحسين (عليه السلام) من عند القبر على قدر سبعين ذراعا.
“سبعون باعاً في سبعين باع”
وفي رواية أخرى، عن الإمام الصادق: “يؤخذ طين قبر الحسين عليه السلام من عند القبر على سبعين باعاً في سبعين باعاً”.
والباع، هي المسافة بين الكفين إذا انبسطت الذراعان يميناً وشمالاً، بحسب معجم ألفاظ الفقه الجعفري.
“ميل واحد عن القبر”
عن الإمام الصادق عليه السلام، “طين قبر الحسين عليه السلام فيه شفاء وإن أخذ على رأس ميل”.
“على رأس أربعة أميال”
عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كنت بمكة – وذكر في حديثه – قلت: جعلت فداك إني رأيت أصحابنا يأخذون من طين الحائر ليستشفون به هل في ذلك شيء مما يقولون من الشفاء، قال: وقال يستشفى بما بينه وبين القبر على رأس أربعة أميال”.
“خمسة فراسخ”
وعن سلمة بن الخطاب، عن منصور بن العباس، يرفعه الى أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: حريم قبر الحسين (عليه السلام) خمس فراسخ من اربعة جوانب القبر.
ويشير العلماء، ومنهم العلامة عبد الله المامقاني إلى أن هذا الاختلاف محمول على بيان مراتب الفضل مع الاشتراك في أصل جواز الاستشفاء وإن كان الاقتصار على خمسة وعشرين ذراعاً أحوط وأحوط منه العشرون ذراعاً.
بينما يرى الشهيد الثاني “العاملي” في كتاب المسالك، أن تربة الحسين عليه السلام هي من تراب ما جاور قبره الشريف عرفاً أو ما حوله إلى سبعين ذراعاً، وروي إلى أربعة فراسخ.
نقلا عن الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة