لماذا يُساء إلى النبي الأعظم .. من كتابات المرجع الشيرازي
إنّ من أهم أسباب الإساءة إلى مقام وشخصية مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله، في الغرب وغيره، يعود إلى أمرين:
إنّ من أهم أسباب الإساءة إلى مقام وشخصية مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله، في الغرب وغيره، يعود إلى أمرين:
الأول: هناك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله أكْثَرَ من روايته العامّة والخاصّة بطرق مختلفة لدرجة قد تبلغ حدّ التواتر، من أنه صلى الله عليه وآله قال: “كثرت عليّ الكذّابة وستكثر”، وفي بعضها بزيادة: بعدي”.
والمقصود بالكذّابة على رسول الله صلى الله عليه وآله الذين يختلقون الأحاديث وينسبونها له، أو يلصقون بسيرته صلى الله عليه وآله ما ليس من سيرته، ومنها ما كتبوه في كتبهم استناداً إلى الأكاذيب المكتوبة على النبيّ صلى الله عليه وآله، أن “نبيّ الإسلام كان رجلاً مغرماً بالنساء، بل يسعى لتطليق من يهواها من زوجها لكي يصل إلى مبتغاه ثم كان يأتي بآيات مفتريات في ذلك”.
حاشا رسول الله صلى الله عليه وآله ثم حاشاه! العجيب أن الذين يروون هذه الأحاديث يقال إنهم من الصحابة والتابعين! وتسمّى الكتب التي تقوم بنقلها بالصحاح!.
هذه الأكاذيب والروايات الموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وآله، تعدّ من الأسباب والعوامل المهمّة جدّاً ولعلّها أهمّ سبب من بعض الجهات، وراء صدود غير المسلمين وعدم إقبالهم على الإسلام واعتناقه، لأن هذه الموضوعات قد عملت على تشويه سمعة وصورة النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله كثيراً ورسمت له بعض الحالات التي يتأبّى كثير من الناس العاديين أن يوصف بها.
وإن هذه الرواية المدسوسة وأمثالها هي مادة دسمة لأعداء الإسلام الذين يسيؤون للإسلام ولنبيّ الإسلام صلى الله عليه وآله، فالكتب التي تثير ضجة في أوساط المسلمين في العالم وتسيء إلى الإسلام ونبيّه، كما حصل قبل سنوات مع أحد الكتب الشيطانية وبعدها في فرنسا، إنما تعتمد أمثال هذه المصادر والروايات لنشر إساءاتها ضدّ النبي صلى الله عليه وآله.
الثاني: لقد أعلن الإمام الحسين عليه السلام في واقعة عاشوراء أنه يسير بسيرة جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسيرة أبيه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.
والسبب في قول الإمام أسير بسيرة أبي هو لأن الذين جاؤوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وقبل أمير المؤمنين عليه السلام وبعده، كانوا قد شوّهوا صورة الإسلام بتصرّفاتهم وأسلوب حكمهم وإجرامهم وفسادهم وإفسادهم.
فبعضهم سمّى نفسه خليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله، ومنهم معاوية، الذي قام وخلال يوم أو يومين أو ثلاثة وعبر مبعوثه بسر بن أرطاة إلى اليمن، بذبح أكثر من ثلاثين ألفاً من الأبرياء في اليمن، كان فيهم الرضّع والشيوخ والحوامل والأطفال.،وقد قُتِلَ هؤلاء الأبرياء لا في حرب، بل لأنهم كانوا يعتقدون بعليّ بن أبي طالب عليه السلام بأنه خليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله فقط.
14/ ربيع الأول/1440هـ