الهجوم الوهابي على كربلاء.. إبادة مدينة
بقلم: محمد طاهر الصفّار
بقلم: محمد طاهر الصفّار
تاريخ بشع يندى له جبين الإنسانية ويقشعر منه الضمير الإنساني الحي، صحائف سوداء وجرائم منكرة، ومجازر رهيبة وفظائع مهولة فاقت بوحشيتها جرائم طواغيت العصور.
بهذه الحصيلة سيخرج كل من يقرأ التاريخ الدموي والوحشي البشع للوهابيين والذي فاق في همجيته وفظاعته تاريخ أكثر الأقوام سادية عبر التاريخ البشري, بل تخطى تاريخهم الأسود في بشاعته وظلاميته وإجرامه بحق الأبرياء حتى العصور المظلمة التي سادت فيها التصفيات العرقية والجنسية والدينية.
إن النزعة الوحشية التي جُبلت عليها هذه الفرقة الدموية كانت وراء ارتكابها أفظع الجرائم ليس بحق المسلمين وحدهم فقط, بل بحق الإنسانية جمعاء, فلم يكن شيء أحب إلى نفوسهم المريضة من التلذّذ بالدماء وقطع الرؤوس وقتل الأطفال وسبي النساء والسلب والنهب والحرق والتخريب والفساد في الأرض حتى امتلأ تاريخهم بهذه الأعمال الإجرامية وأصبحوا وصمة عار بين تواريخ الأمم.
ومن أراد أن ينظر إلى بعض تلك جرائم الوهابيين في الماضي بعين الحاضر فلينظر إلى جرائم (داعش) الابنة الشرعية للفرقة الوهابية والتي غذتها فتاوى شيوخ الوهابيين المنحرفة وعقائدهم الفاسدة فشوّهت التاريخ الإسلامي وخالفت وكفّرت بها جميع المذاهب الإسلامية واتخذت من (ابن تيمية) و(محمد عبد الوهاب) أربابا من دون الله.
فالآراء الفاسدة والعقائد المنحرفة التي تبنّتها هذه الفرقة وكفّرت بها باقي المسلمين حاولت تطبيقها بالسلاح والبطش والدماء وارتكبت من أجل تحقيقها المجازر الفظيعة ولم ترضخ لأي منطق للحوار حولها ورفضت أي دعوة للنقاش, بل حكمت بكفر وقتل كل من خالفها من المسلمين.
ولسنا هنا بصدد عرض تلك الآراء والمعتقدات الفاسدة فقد استوفى علماؤنا الأعلام تفنيدها وإثبات بطلانها وإظهار فسادها وانحرافها بالبراهين الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والأدلة العقلية والنقلية القطعية, ولاسيما السيد محسن الأمين العاملي في كتابه (كشف الارتياب في أتباع محمد عبد الوهاب) حيث لم يدع هذا الكتاب مجالاً لأدنى شك للقارئ بأن هذه الفرقة الضالة المضلة هي ليست خارجة عن الإسلام فقط, بل عن جميع القيم والمبادئ السماوية السامية وخارجة أيضاً عن جميع القوانين والأعراف الانسانية.