شارع “النجفي” في أيمن الموصل يتنفّس رائحة الكتب من جديد
شيعة ويفز/ خاص
طالَ الخراب بسبب جرائم تنظيم داعــ،،،ــش الإرهــ،،ــابي كل شيء في الموصل، البشر والحجر على حدٍ سواء، وصولاً إلى الأماكن التراثية والثقافية، ومن بينها سوق (النجفيّ) القديم، شقيق شارع المتنبي البغدادي، الذي عادت الحياة تدبُّ من جديد في شرايين جسده المتهالك.
ويقع شارع النجفي (نسبة إلى مدينة النجف الأشرف) الذي كان حافلاً بالكُتب والمكتبات في الجانب الأيمن من مدينة الموصل، وتعرّض لهجمة داعشــ،،ــية بربرية، قامت بإحرائقه والقضاء على مكتباته وكتبه ومخطوطاته التي خُطّ بعضها بماء الذهب.
ويعود تاريخ تأسيس هذا الشارع الثقافي الى العهد العثماني، حيث تم إنشاؤه في العقد الأول من القرن التاسع عشر ليربط عدداً من أحياء المدينة القديمة ببعضها البعض، والذي يصل طوله لكيلومتر واحد تقريباً وبعرض (5 أمتار).
وعلى الرغم من الحملات الجديدة لإعادة إعماره في الآونة الأخيرة، إلا أن أشباح الحرائق لا تزال تطوف بناياته القديمة، فيما يتأمل الموصليون خيراً بعودة إحدى أقدم مكتباته التي يعود تاريخ افتتاحها إلى العام (1921 م) لفتح كنوزها للقرّاء والمثقفين، وهي مكتبة (العربية) لصاحبها الكُتبي أسامة عبد الرحمن الكركجي.
الكركجي، بشيبته ووقاره، تحدّث عن الأسباب التي دعته لإعادة افتتاح مكتبته التي ورثها عن والده، مبيناً أن الدافع الذي جعله يعود الى افتتاح المكتبة “هو تعلقه وحبّه لشارع النجفي الذي يُعدّ من أقدم شوارع الموصل”.
ويضيف، “أعتقد أن العودة هي واجب، حتى لو تحملت المصاعب وعدم وجود القراء والزبائن وحتى لو بقيت هي المكتبة الوحيدة المفتوحة لسنوات. فيجب أن اكون القدوة للآخرين؛ من أجل تحدي مصاعب العودة فهذا المكان يستحق التضحية”.
ويضيف عبد الرحمن في حديث صحفي، أنّ “هذه المكتبة الخاصة بي كانت لوالدي وجدي في ما مضى، وقد قارب عمرها الـ (100 عام) أي قرن كامل في هذا الشارع”.
ويشير إلى أن “شارع النجفي كان يحتوي على أمّهات الكتب والمطبوعات، وكان لدينا مخطوطات ومطبوعات يصل عمرها إلى (1000 عام) ومن بينها مخطوطات مكتوبة بماء الذهب قدمناها لمتحف المكتبة العامة في العاصمة العراقية بغداد”.
ويلفت إلى أن “هذا الشارع كانَ قبلة القراء والمثقفين وتعلقي به شديد ولا يمكن ان استغني عنه بسهولة”، مبيناً أنه “عزم على إعادة افتتاح مكتبته لتكون بذرة أولى لعودة شارع النجفي من جديد”.
ومن المكتبات المشهورة الأخرى التي كان يحتضها شارع النجفيّ، مكتبة (الأمين) لصاحبها السيد علي، ومكتبة الأمل، والمكتبة العصرية ومكتبة العسلي، ومكتبة المنار، ومكتبة الأهالي، ومكتبة العروبة، ومكتبة بسّام، ومكتبة الجيل العربي، ومكتبة الجزائر، إضافة إلى ضمّها لعدة مكتبات خاصة بتجليد الكتب، وكذلك مطابع قديمة بينها مطبعة الزهراء (عليها السلام) ومطبعة الجمهور، ومطبعة الاتحاد، والمطبعة العصرية، ومطبعة أمّ الربيعين.