أكد المفكر المسيحي الإيرلندي والخبير في الدراسات الإسلامية الدكتور كريس هيوئر، إن توافد حشود المسلمين وغير المسلمين إلى كربلاء دليل على تجديد أهل الحق والحقيقة العهد على رفض الظلم والوقوف مع الحق الذي تجسد في ثورة الإمام الحسين عليه السلام.
وقال هيوئر المختص في الشريعة المسيحية في حديث صحفي، إن هناك قلة قليلة بقيت أسماؤها خالدة في القرون المديدة، مضيفاً أنَّ أحد هؤلاء الذين خلدهم التاريخ هو الإمام الحسين حفيد رسول الله صلوات الله عليهم، الذي تعرض وأصحابه العام 680 للميلاد لإبادة ورغم استشهاده اعتُبر منتصراً.
وأوضح، أن انتصار الحسين عليهم السلام كان نصراً للحقيقة والعدالة ولمبدأ المحافظة على الشريعة الإسلامية التي أتي بها جده رسول الله صلى الله عليه وآله، موكداً أنَّ قتله عليه السلام لم يكن غاية طائفية إنَّا كان قرار جماعة فاسدة وفاسقة ومستبدة تولت أمر المسلمين لفترة من الزمان ويعلم الجميع شيعة وسنة أن حكام بني أمية من 661 لغاية 750 لم يكونوا أهلاً للحكم وكانوا بعيدين عن تعاليم الدين.
وبين هيوئر، أن لزيارة الأربعين الحسيني جذوراً في التاريخ حيث قام بها أهله وأُسرته في أول 40 يوماً بعد استشهاده عليه السلام، لافتاً إلى أن الإقبال بدأ يتزايد على زيارة الأربعين حيث يقصد في مثل هذا اليوم أتباع من الهند وإيران المرقد الطاهر، كما يمشي الكثير من الزوار من مدينة النجف حيث مرقد الإمام علي عليه السلام إلى كربلاء سيراً على الأقدام، وبلغ عدد الزوار في السنوات الأخيرة الـ 20 مليوناً إذ تُعد زيارة الأربعين أكبر تجمع ديني سنوي في العالم.
وقال الدكتور كريس هيوئر، أن تاريخ البشر شهد أحداثاً وفجائع كثيرة وأنَّ واقعة الطف جزء منها ولكن ما حدث في يوم عاشوراء كان مختلفاً إذ لا أحد يعلم ما كان يحصل للمسلمين والعالم الإسلامي لو لم يثور الحسين عليه السلام ويقدم نفسه وأبناءه وأصحابه.