صحيفة : مقبرة وادي السلام تستقبل موتى كورونا من جميع الطوائف
سلط تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أمس السبت، الضوء على مقبرة وادي السلام الجديدة التي خصصت لدفن جثث المتوفين بفيروس كورونا.
وبحسب التقرير فإن “المقبرة استقبلت جثث المتوفين من الشيعة والسنة وحتى المسيحيين”، كما روت قصص لدفن متوفين من عقائد وأديان مختلفة في المقبرة التي يديرها “الشيعة”، على حد تعبير الصحيفة.
وقال التقرير: إنه “لم تكن أي من مقابر العراق الحالية تريد جثث مرضى كوفيد- 19، لذلك أنشأ المراجع الشيعة مقابر لهم، ولم تقتصر على الشيعة فقط بل كانت مفتوحة أيضا للسنة والمسيحيين، وقد تم تمهيد الأرض في هذه المقبرة في جنوب العراق قبل أربعة أشهر، وهناك أكثر من 3200 قبر».
تبدأ قصة نشأة المقبرة عندما بدأ أول مرضى فيروس كورونا يموتون في آذار في بغداد، ورفضت المقابر نقل من ماتوا بسبب كورونا لأن الأشخاص الذين لم يتوف أقاربهم بسبب الفيروس يتحرجون أن يُدفن اقاربهم بجانب شخص مصاب، وفي غضون أيام من ذلك، أمر المرجع السيستاني بتخصيص قطعة أرض مساحتها 1500 دونم على بعد 20 ميلاً من مدينة النجف، مخصصة للدفن، وتطوعت فرقة الإمام علي القتالية لإدارة المقبرة، وتولت فرقها الطبية مهمة استقبال الجثث وتعقيم أكياس الجثث التي وصلوا فيها ثم غسل الجثث.
وتضيف الصحيفة الأميركية، أنه على الرغم من أن المقبرة يديرها الشيعة، إلا أنها ترحب بالجميع بغض النظر عن العقيدة أو المذهب والدفن مجاني.
وتنقل “نيويورك تايمز” حكاية “أري ساهاك ديرتال” المسيحي الأرمني الذي توفي والده بوباء كورونا، ويقول: “ذهبت على الفور إلى كنيسة الأرمن الأرثوذكس في بغداد لأنني علمت أن والدي يريد أن يُدفن هناك، ولكنني فوجئت عندما قالوا إننا لا نستطيع دفنه هنا».
وجهوه إلى مقبرة فيروس كورونا. في الطريق، أجرى مكالمات بشكل محموم لمعرفة ما يجب قوله في الصلاة اثناء الدفن، وقال إنه ما زال يحز في نفسه عدم حضور أي شخص من الكنيسة الأرثوذكسية الأرمنية معه، قال “ديرتال”، إن الشيوخ المسؤولين عن المقبرة رحبوا به، وقالوا له إنه يمكن دفن والده في أي مكان.
وأضاف الأرمني العراقي، أن حفاري القبور الشيعة بذلوا قصارى جهدهم من أجل والده، حيث أرسلوا إليه شريط فيديو للدفن، يظهر فيه أحد افراد الطاقم الطبي الشيعي وهو يرتدي ملابس واقية ويرسم علامة الصليب على جسد والده.
كما تنقل الصحيفة حكاية “المرتضى أحمد” من أبناء السنة الذي رفضت المقبرة السنية الرئيسة في بغداد دفن جثمان والده فيها، ولقي ترحيباً من قبل مقبرة النجف الجديدة أنساه الغضب والحزن.