وسطَ دعوات المرجعية الدينية ومنظمات حقوق الإنسان في العالم، بضرورة إشاعة ثقافة اللاعنف والتعايش السلمي بين المجتمعات كافة وبمختلف معتقداتها الدينية، يحيي محبّو أهل البيت (عليهم السلام) ذكرى شهادة الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت الإمام الحسن العسكري (عليهم السلام)، الذي كان من وصاياه الهامّة لشيعته إقامة العلائق بين أبناء المجتمع المسلم والمجتمعات الأخرى وإنْ كانوا يختلفون معهم في المذهب والمعتقد.
وكان مما يسرّه (عليه السلام) في حياته وبعد رحيله المُفجع أن يتحلّى الشيعي بالصفات الحميدة والأخلاق الطيبة، فهو القائل في وصاياه: “صَلّوا في عشائركم، واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم، وأدّوا حقوقهم، فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدّى الأمانة، وحسَّن خلقه مع الناس قيل: هذا شيعي فيسرّني ذلك”.
ويرى الباحثون في الشأن الإسلامي أن هذه الوصايا التي انطلقت من الإمام العسكري (عليه السلام) لم تشمل الشيعة أو المسلمين فحسب، وإنما حملت في مكنوناتها “صوراً من صور التعايش السلمي للبشرية الجمعاء، والتي تعتبر امتداداً لرسالة جدّه نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله) في الدعوة للسلم وإشاعة المحبّة والوئام بين بني البشر، والتي سار عليها من بعدهم شيعتهم الموالون لهم، وطالما كانت تبهر حتى غير المسلمين الذين تأثروا بتعاليم النبي المصطفى وآله الكرام”.
ويرى مراقبون أيضاً أنّ “المرجعية الشيرازية الكريمة، أوصت مراراً وتكراراً بالمضي على تعاليم الرسول وآله بأهمية التعايش السلمي، ولعلّ أبرزها إشاعة ثقافة (اللاعنف) التي تصدّرت أحاديث ومؤلفات الإمام الراحل السيد محمد الشيرازي (قدس سره) والمرجع السيد صادق الشيرازي (دام ظله)، إذ يؤكدان أنّ التعايش السلمي واللاعنف قانون عام حث عليه النبي والأكرم وآله الأطهار لترسيخه قبالة الحركات الدموية التي صنعها الاستعمار ورحّبت بها العقول الضعيفة “، مشيرين إلى أنّ “الثقافة الإسلامية المحمّدية الأصيلة هي ثقافة تدعو للسلم وترفض الحرب، وبأنّ العنفَ لا يولّد إلا العنف”.