شتاءٌ قاتل في أفغانستان… الأطفال والنساء في مواجهة البرد والجوع وارتفاع الأسعار

شتاءٌ قاتل في أفغانستان… الأطفال والنساء في مواجهة البرد والجوع وارتفاع الأسعار
تعيش أفغانستان أحد أقسى فصول الشتاء في السنوات الأخيرة، حيث تحوّل البرد القارس إلى تهديد مباشر لحياة ملايين السكان، خصوصاً الأطفال والنساء، وسط ارتفاع جنوني في أسعار الوقود، وتراجع المساعدات، واتساع رقعة الفقر والبطالة. وفي العاصمة كابول ومختلف الولايات، باتت العائلات عاجزة عن توفير الفحم أو الحطب أو حتى أبسط وسائل التدفئة، ما دفع الكثيرين إلى الاعتماد على أساليب بدائية وغير آمنة، كحرق المواد الرديئة أو تسخين الماء ووضعه تحت الأغطية، في محاولة يائسة لمواجهة البرد.
ويرى خبراء اقتصاديون أن سوء الرقابة والاحتكار، رغم وفرة الموارد الطبيعية، أدى إلى ارتفاع غير عادل في الأسعار، ما ضاعف الأعباء على العائلات، وأضاف طبقة جديدة من المعاناة فوق الفقر المتفاقم.
وفي ظل هذا الواقع، حذر برنامج الأغذية العالمي من تخفيضات قاسية في مساعداته، إذ انخفض عدد المستفيدين من 10 ملايين شخص إلى مليوني شخص فقط بسبب أزمة التمويل. وقال المدير التنفيذي للبرنامج، كارل سكاف، إن العديد من الأطفال قد يموتون هذا الشتاء نتيجة سوء التغذية والبرد، محذراً من أن أفغانستان تمثل إحدى أكثر النقاط حساسية في خريطة الأمن الغذائي العالمي.
ومع لجوء الأسر إلى وقود رديء يولّد دخاناً كثيفاً، تفاقمت إصابات الجهاز التنفسي بين الأطفال والنساء، بينما يتحدث نصف السكان عن أزمة متصاعدة في الفقر والبطالة تهدد أسس الحياة اليومية في البلاد.
ويأتي هذا كله في سياق انهيار اقتصادي واجتماعي مستمر، يعرّي هشاشة البنية الإنسانية في أفغانستان، ويشير إلى أن البلاد تتجه نحو أزمة مزدوجة -غذائية وبيئية- قد تكون الأخطر منذ عقود.
وتجمع المنظمات الدولية والخبراء المحليون على أن الوضع يتطلب تدخلاً عاجلاً، محلياً ودولياً، لضمان توفير الوقود والغذاء للفئات الأشد ضعفاً. فبدون تحرك سريع، سيجد ملايين الأفغان أنفسهم أمام شتاء تاريخي لا يرحم، حيث يصبح البرد والجوع أهم ما يقرّر مصيرهم يوماً بعد يوم.




