أفغانستان

خطاب جديد يثير الجدل: أوامر طالبان “دينٌ من الله” وسط اتساع الخلافات الداخلية والانتقادات الحقوقية

خطاب جديد يثير الجدل: أوامر طالـ،ـبان “دينٌ من الله” وسط اتساع الخلافات الداخلية والانتقادات الحقوقية

عاد زعيم حركة طالـ،ـبان الملا هبة الله أخوند زاده إلى واجهة الجدل في أفغانستان، بعد خطابه الأخير في قندهار الذي أكد فيه أن “قوانين وأوامر الإمارة الإسلامية ليست رأي بضع أفراد، بل هي دين الله تعالى”، في محاولة واضحة لفرض شرعية مطلقة على قراراته المثيرة للجدل، والتي أثارت على مدى السنوات الأربع الماضية موجة واسعة من الاعتراض داخل المجتمع الأفغاني وحتى داخل الحركة نفسها.
خطاب الملا هبة الله، الذي نُشر نصّه عبر المتحدث باسم طالـ،ـبان حمد الله فطرت على منصة X، جاء في وقت تتزايد فيه التقارير حول اتساع الشرخ داخل قيادة الحركة، خاصة بعد سلسلة من القرارات التي استهدفت الحقوق الأساسية للمواطنين، وعلى رأسها حقوق النساء والفتيات اللاتي يُعدّن الضحية الأكبر لهذه السياسات منذ سيطرة طالـ،ـبان على الحكم في عام 2021.
ورغم محاولته إظهار أوامره باعتبارها أوامر دينية واجبة الطاعة، تشير مصادر داخل الحركة إلى أن جزءاً من القيادات يعتبر نهجه المتشدد سبباً لتفاقم الضغوط الداخلية والدولية. بعضهم عبّر بشكل غير مباشر عن رفضه لسياسات الإقصاء وتضييق الحريات، الأمر الذي دفع زعيم طالـ،ـبان إلى التطرق علناً لمسألة الخلافات.
وتأتي هذه تصريحات هبة الله اخوند زاده بعد أسابيع من وصفه لنفسه بـ”أمير العصر”، وإعلانه أن إقالة أي مسؤول حكومي “حق” له، ما أثار انتقادات واسعة اعتبرت أن الزعيم يحاول تكريس سلطة فردية مطلقة داخل نظام يعاني أصلاً من عزلة دولية وصراع داخلي مكتوم.
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد في الخطاب الديني قد يكون محاولة لاحتواء التصدعات داخل حركة طالـ،ـبان، لكنه في الوقت ذاته يعمق المخاوف بشأن مستقبل الحقوق والحريات في البلاد، خاصة مع استمرار السياسات القمعية وتجاهل الدعوات الدولية لوقف الانتهاكات.
وبينما يسعى الملا هبة الله لتثبيت أوامره كحقائق دينية لا تقبل النقاش، تزداد الأسئلة حول قدرة طالـ،ـبان على الاستمرار في الحكم وسط خلافات داخلية، وتململ شعبي، وبيئة إقليمية ودولية تزداد تعقيداً يوماً بعد آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى