مسجد مينسك الكبير… رسالةٌ حيّة عن عمق الجذور الإسلامية في بيلاروسيا

مسجد مينسك الكبير… رسالةٌ حيّة عن عمق الجذور الإسلامية في بيلاروسيا
في قلب العاصمة البيلاروسية الهادئة، يقف مسجد مينسك الكبير كتحفة معمارية حديثة تحمل فوق قبتها النحاسية ومئذنتها المزينة بالهلال شهادةً على تاريخٍ إسلامي يمتد لأكثر من ستة قرون في هذه البلاد.
المسجد، الذي شُيّد قبل أقل من عشر سنوات، أعاد إحياء الطابع المعماري لمسجدٍ بُنِي في مطلع القرن العشرين ولم يصمد عبر الزمن، ليؤكد بذلك استمرارية الإيمان وتجذّر الحضور الإسلامي. وبحجمه الكبير الذي يفوق سابقه بأربع مرات ونصف، أصبح رمزاً روحياً وثقافياً متجددًا، يجذب مئات المسلمين إضافةً إلى الوفود السياحية التي تزوره يومياً.
ما يلفت الانتباه أن المسلمين في مينسك كانوا يجتمعون قبل بنائه في حديقة عامة، يصلّون على علب كرتون وأغطية حملوها من منازلهم، في مشهدٍ يبرز شدة الحاجة إلى هذا الصرح، ويعكس إصرارهم على التمسك بهويتهم مهما كانت الظروف.
يضم المسجد اليوم قاعة صلاة واسعة، ومكتبة، وقاعة اجتماعات، وفصولاً تعليمية يستفيد منها الرجال والنساء والأطفال، فيتعلمون أساسيات العقيدة الإسلامية إضافة إلى اللغتين العربية والتترية.
كما يحتضن المكان متحف الإسلام الذي يعرض كنوزاً فريدة من تاريخ المسلمين، من عملات يعود عمرها لأكثر من ألف عام، إلى ملابس وكتب وصور نادرة. وتتيح التقنيات الحديثة للزوار مشاهدة نسخة افتراضية من أول مسجد عرفته مينسك، بما يعزز فهمهم لجذور المسلمين في هذه الأرض ودورهم المستمر في بناء السلام والحوار بين الأديان.




