“الإسلام ليس المشكلة”… صرخة وعي من قلب الكنيسة النيجيرية

“الإسلام ليس المشكلة”… صرخة وعي من قلب الكنيسة النيجيرية
أشعل المقال الافتتاحي للقسّ النيجيري والباحث المسيحي مايكل أولووكيري، المنشور في صحيفة “نيو تلغراف” الرسمية، نقاشاً واسعاً بعد أن قدّم قراءة جريئة ومخالفة للسرديات الإعلامية المعتادة، مؤكداً أن الإسلام بريء من عمليات العنف التي تشهدها نيجيريا، وأن المشكلة الحقيقية تكمن في التطرف الذي لا يعبّر عن جوهر أي دين.
القسّ أولووكيري، المعروف بصراحته واهتمامه بقضايا السلام الأهلي، شدّد في مقاله على أن الربط بين الإسلام والعنف خطأ استراتيجي وأخلاقي، مبيناً أن التجارب الدينية الأصيلة – في الإسلام والمسيحية معاً – تقوم على مبادئ العدل والتراحم، لا على التشويه الذي تصنعه جماعات انحرفت عن روح الدين.
وفي سياق تحليله لتصاعد التوترات الطائفية، أوضح أن موجات العنف في بعض مناطق الحزام الأوسط والشمال ليست نتاج الإسلام، بل نتاج مشاريع سياسية واقتصادية تتستر خلف ثوب الدين، مؤكداً أن ملايين المسلمين في نيجيريا عاشوا وما زالوا يعيشون جنباً إلى جنب مع المسيحيين في إطار من التعايش التاريخي.
وأشار أولووكيري إلى أن التطرف لا دين له، وأن الجماعات المسلحة التي تنفّذ هجماتها تحت شعارات دينية، إنما توظّف النصوص لخدمة مصالحها، بينما يرفض الإسلام هذا النهج رفضاً قاطعاً، سواء من خلال نصوصه القطعية أو تجاربه الحضارية الممتدة.
وفنّد القسّ المسيحي الروايات التي تحمل الإسلام مسؤولية ما يجري، قائلاً إن اختزال الصراع في “إسلام ضد مسيحية” هو تضليل خطير، داعياً إلى قراءة أكثر عقلانية للملف الأمني، تُميّز بين الدين الحقيقي وتوظيفه في النزاعات.
وختم مقاله بدعوة الدولة والمجتمع الدولي إلى تفكيك خطاب الكراهية، وتعزيز ثقافة الانصاف، والاستماع إلى أصوات العقلاء من جميع الأطياف، مؤكداً أن بناء نيجيريا مستقرة لن يتم عبر شيطنة أي دين، بل عبر مواجهة التطرف من جذوره ودعم التعايش الذي لطالما جمع أبناء الوطن الواحد.




