مجازر منسيّة: المسلمون يكشفون الحقيقة الدامية في نيجيريا

مجازر منسيّة: المسلمون يكشفون الحقيقة الدامية في نيجيريا
في مشهدٍ يعيد فتح جراحٍ عمرها أكثر من عقدين، كشفت الجالية المسلمة في مدينة جوس النيجيرية عن حصيلة صادمة لضحاياها، تجاوزت أربعة آلاف وسبعمئة مسلم قُتلوا في موجاتٍ متتالية من العنف الطائفي منذ عام 2001… أرقام تضع العالم مجددًا أمام حقيقة مُرّة: وهي أن الدم المسلم كان ولا يزال الهدف الأكثر سهولة في صراعات الظلم والإقصاء.
الجالية المسلمة، وفي يوم 28 نوفمبر الذي تحوّل إلى يوم حداد وتأمل ومواجهة للحقائق، أكدت أن ما جرى لم يكن أحداثًا عابرة، بل سلسلة طويلة من المجازر التي طالت المسلمين في منازلهم ومساجدهم وطرقاتهم، فمن عام 2001 الذي سقط فيه أكثر من 700 قتيل، إلى مجزرة 2004، إلى أحداث 2008 الدامية التي حصدت وحدها أكثر من ألف روح، وصولًا إلى هجمات 2010 التي خلّفت أكثر من ألفي قتيل مسلم.
وبالرغم من محاولات التعتيم التي صوّرت العنف على أنه موجّه لطرف واحد فقط، أعاد المسلمون اليوم تذكير العالم بأنهم أيضًا كانوا ضحية القتل والتهجير والحرق، وأن مقابرهم الجماعية الممتدة في جوس وزاريا وناركوتا وشندام، تشهد بأن الحقيقة لا يمكن دفنها مهما تراكم التراب فوقها.
وفي جلسة دعاء مهيبة، وقف المجتمع المسلم ليس لتعداد الضحايا فقط، بل لاستحضار الوجوه والأسماء والبيوت والذكريات… ولتجديد العهد بأن صوت المظلوم سيبقى أعلى من صمت العالم، وأن السلام الحقيقي يبدأ من الاعتراف بالحق والعدالة، لا من تجميل الروايات أو إنكار الدماء.




