السعودية

رويترز: السعودية تواصل توسيع بيع الكحول عبر متاجر جديدة رغم التحريم الشرعي القطعي

رويترز: السعودية تواصل توسيع بيع الكحول عبر متاجر جديدة رغم التحريم الشرعي القطعي

كشفت وكالة “رويترز” في تقرير خاص عن توسّع سعودي جديد في فتح متاجر لبيع الكحول داخل المملكة، في خطوة تُعدّ الثانية من نوعها خلال عام واحد، بعدما افتُتح أول متجر في الرياض العام الماضي للمرة الأولى منذ أكثر من سبعين عاماً. ووفق التقرير، تعمل الجهات المختصة على تجهيز متجر داخل أحد مجمعات شركة أرامكو في الظهران، إلى جانب متجر آخر موجَّه للبعثات الأجنبية في مدينة جدة، في إطار توسيع نطاق الفئات المسموح لها بشراء الكحول بصورة رسمية.
ويأتي هذا التحرك تحت عناوين حكومية تتحدث عن “الانفتاح” و”جذب السياحة”، غير أن التقرير يشير إلى أن التوجه الجديد يثير جدلاً واسعاً على اعتبار أنه يجري في أرض الجزيرة العربية التي انطلقت منها الدعوة الإسلامية، وفي دولة تُعرّف نفسها بأنها “خادمة الحرمين الشريفين”. ويرى مراقبون أن هذا التوسع يفتح فجوة واضحة بين الخطاب الرسمي المتعلق بالحفاظ على الهوية الإسلامية، وبين الإجراءات التي تُقدِم عليها السلطات في مسارات تواصل رفع القيود الدينية والاجتماعية.
وبحسب ما نقلته الوكالة، فإن المتاجر الجديدة ستخدم موظفين غير مسلمين ودبلوماسيين، مع الإشارة إلى وجود مسار متدرّج منذ العام الماضي لتوسيع دائرة المستفيدين من متجر الرياض وصولاً إلى منح فئات إضافية حق شراء الكحول، وهو ما يشكّل تحوّلاً لافتاً في سياسة المنع الصارم التي كانت سائدة لعقود طويلة.
وبينما يبقى بيع الكحول للمواطنين السعوديين محظوراً وفق الأنظمة المعلنة، يشير التقرير إلى أن خطوات الانفتاح المتسارعة – من إقامة الفعاليات الفنية والحفلات الكبيرة إلى تقليص نفوذ الهيئات الدينية – تُطرح رسمياً باعتبارها أدوات لتحفيز الاقتصاد وتنشيط قطاع السياحة. في المقابل، يعتبرها آخرون مساراً يؤدي إلى تراجع تدريجي عن الهوية الدينية للمملكة ويضعها على مسافة أبعد من القيم الإسلامية التي كانت تشكل مرجعيتها الأساسية في الداخل وصورتها أمام العالم الإسلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى