أخبارالعالم الاسلاميالعراق

سماء بغداد تختنق بالدخان… العاصمة تسجّل مستويات تلوّث غير مسبوقة وتحلّ في المرتبة الأولى عالميًا

سماء بغداد تختنق بالدخان… العاصمة تسجّل مستويات تلوّث غير مسبوقة وتحلّ في المرتبة الأولى عالميًا

استفاقت العاصمة بغداد، يوم أمس الثلاثاء، على طبقة كثيفة من السحب الدخانية الملوّثة التي غطّت الأفق حتى بدت، للوهلة الأولى، كضباب ثقيل تشكّل في الأجواء، فيما أكد خبراء التنبؤات الجوية أن مؤشر جودة الهواء في المدينة سجّل اللون البنفسجي، وهو أعلى درجات الخطورة في سلّم التلوث.
وأوضح الخبراء أن سكون الرياح وانتشار المعامل غير النظامية المخالفة للبيئة، إلى جانب عمليات الحرق العشوائي للنفايات، أسهمت في ارتفاع مستويات الملوّثات، ما أدى إلى انخفاض مدى الرؤية الأفقية ودخول سكان بغداد في غيمة خانقة من الدخان المؤذي للبيئة والصحة العامة.


وأشار مرصد العراق الأخضر إلى زيادة مقلقة في تراكيز الغازات السامة، وخاصة ثاني أوكسيد الكبريت (SO₂)، في أجواء العاصمة، وهي مواد ترتبط مباشرة باضطرابات الجهاز التنفسي وأمراض القلب وتدهور وظائف الرئة.
وفي سياق متصل، أظهرت منصّة IQAir السويسرية أن بغداد حلّت في المرتبة الثانية عالميًا بين أكثر المدن تلوثًا، قبل أن تقفز، وفق تحديثات لاحقة، إلى المرتبة الأولى عالميًا بمعدلات تلوّث “غير صحية للغاية”. وبلغ مؤشر جودة الهواء في بغداد 386 درجة، فيما تجاوزت مستويات الجسيمات الدقيقة PM2.5 الحد الأعلى في تصنيف المخاطر الصحية.
ويحذّر مختصون من أن استمرار هذه الظروف يضاعف من المخاطر الصحية، خصوصًا على الأطفال وكبار السن ومرضى الجهاز التنفسي والقلب، في ظل استمرار الغبار ورائحة الكبريت ومواد الاحتراق التي يجهل المواطنون مصدرها.
ومع غياب الرقابة البيئية الفاعلة، تعمل وزارة البيئة بتجهيزات متقادمة ولا تنشر بيانات دورية عن جودة الهواء، فيما يدعو الخبراء إلى إنشاء هيئة وطنية مستقلة لرصد التلوث وإصدار تقارير شفافة تُعدّ حقًا أساسيًا للمواطن.
وتكشف أزمة التلوث في بغداد خللًا عميقًا في إدارة البيئة والخدمات، وتؤكد الحاجة إلى قرارات عاجلة توقف تمدد الأزمة، إذ يعني كل يوم تأخير مزيدًا من الأمراض، ومزيدًا من الخسائر، ومزيدًا من هواء لا يصلح للحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى