جرائم الكراهية ضد المسلمين تقفز 20% والحكومة ما تزال بلا تعريف للإسلاموفوبيا

جرائم الكراهية ضد المسلمين تقفز 20% والحكومة ما تزال بلا تعريف للإسلاموفوبيا
في مشهد أثار الغضب داخل المجتمع البريطاني، كشفت بيانات وزارة الداخلية عن ارتفاع مقلق لجرائم الكراهية ضد المسلمين بنسبة 20% خلال عام واحد فقط، في وقت ما يزال فيه مصطلح “الإسلاموفوبيا” بلا تعريف رسمي أو قانوني، رغم أن المسلمين يشكلون ثاني أكبر الجماعات الدينية في البلاد.
المنظمات الإسلامية في المملكة المتحدة أطلقت نداءً حادًا للحكومة، محذّرة من أن غياب تعريف موحد يسمح بطمس معاناة المسلمين ويجعل توثيق الاعتداءات يكاد يكون مستحيلاً. فكثير من الهجمات استهدفت أفرادًا فقط لأن ملامحهم أُسيء فهمها، بل إن بعض الضحايا لم يكونوا مسلمين أصلاً، ما يكشف حجم الجهل والتحريض الذي يتغذى منه خطاب الكراهية.
الحكومة البريطانية كانت قد شكلت مجموعة عمل لصياغة تعريف واضح، وقدمت اللجنة تقريرها بعد شهور من النقاش، إلا أن الطريق نحو اعتماد رسمي ما يزال متعثرًا وسط مقاومة سياسية شرسة من جماعات يمينية ومراكز فكرية تتهمها المنظمات الإسلامية بأنها تستفيد من نشر الإسلاموفوبيا وتوظيفها لتحقيق مكاسب سياسية.
أكاديميون وخبراء أشاروا إلى أن بعض الجهات داخل بريطانيا وخارجها تتلاعب بالمعلومات المضللة لإثارة الانقسام وخلق صورة مشوهة عن المسلمين، بينما يزداد حضور الإسلام كجزء أصيل من هوية المجتمع البريطاني، في وقت لم تعد بريطانيا دولة ذات أغلبية مسيحية وفق أحدث الإحصاءات السكانية.
كما حذّرت المنظمات الإسلامية من أن أي تعريف يُفرض من دون التشاور الحقيقي مع المؤسسات الكبرى الممثلة للمجتمع المسلم، سيكون فاقدًا للشرعية، معتبرة أن تجاهل المجتمع المسلم المتنامي يعمّق الفجوة الاجتماعية ويترك الباب مفتوحًا أمام صناعة كاملة قائمة على الكراهية والتجييش.




