العراق ينحني حزنًا… مواكب العزاء تتوافد لإحياء ذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين
العراق ينحني حزنًا… مواكب العزاء تتوافد لإحياء ذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين
مع حلول ذكرى استشهاد سيدة الطهر والقداسة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، دخلت مدينتا النجف وكربلاء المقدستان في العراق حالة من الحداد العميق، حيث غطّى السواد شوارعهما، وامتلأت أجواؤهما بروح الأسى التي تستعيد واحدة من أشد صفحات الظلم إيلامًا في الذاكرة الإسلامية الشيعية.
في النجف الأشرف، اكتست ساحات مرقد الإمام علي (عليه السلام) برايات سوداء تحمل اسم السيدة الزهراء، أمّ أبيها، لتعلن بدء موسم حزنٍ تتجدّد فيه الجراح، وتتوافد فيه جموع الزائرين الذين جاؤوا من مختلف المدن والبلدان ليستعيدوا مآسي الأيام التي غُيّبت فيها فاطمة (عليها السلام)، وصوتها المكسور، وحقّها المهضوم. فطقوس العزاء انطلقت مبكرًا، والجموع تتقدّم بخشوع يختلط فيه الدعاء بالبكاء، وكأن السيدة الزهراء تُستشهد من جديد في وجدان محبيها.
أما كربلاء، مدينة الدمعة والولاء، فقد شهدت وصول مواكب العزاء مبكرًا من محافظات العراق كافة. فتحرّكت المواكب بين مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام) في مشهد يعكس عمق الارتباط الروحي بين مظلومية الزهراء ومظلومية كربلاء؛ فكل بُكاء على فاطمة هو امتداد لبكاء الحسين، وكل لطم في كربلاء يرفع صوتًا يطالب بالإنصاف لفاطمة التي أُقصيت وحوربت وظُلمت.
