باحث جزائري: السيدة الزهراء (عليها السلام) وعلّمت المسلمين منهج الاحتجاج بالقرآن

باحث جزائري: السيدة الزهراء (عليها السلام) وعلّمت المسلمين منهج الاحتجاج بالقرآن
أكد الباحث الديني والأكاديمي الجزائري الصادق سلايمية أن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) شكّلت مدرسة قائمة بذاتها في الاحتجاج بالقرآن الكريم والدفاع عن الحق ببيان راسخ وحجة واضحة، موضحاً أنها هي التي علّمت المسلمين كيفية الاستناد إلى القرآن في المطالبة بحقوقهم والتمسّك بمبادئهم، كما شكّلت قدوة للنساء في الثبات والإصلاح داخل الأسرة والمجتمع.
وقال سلايمية، وهو مستشار إعلامي لوزير الشؤون الدينية الجزائري الأسبق، إن السيدة الزهراء (عليها السلام) هي سيدة نساء العالمين لكل الأزمنة، وإن كمال الدين تجلى في شخصيتها وأخلاقها وفي ذرية أبيها النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، مستشهداً بحديث الثقلين الذي يربط القرآن بالعترة الطاهرة.
وأوضح أن الزهراء (عليها السلام) مثّلت «النسخة القرآنية الناطقة»، إذ قدّمت نموذجاً عملياً في الاحتجاج العلمي الثابت عندما واجهت من صادروا حقها، محتجّةً بالآيات القرآنية ومنها قوله تعالى: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾، مشيراً إلى أن هذا النمط من الاحتجاج يعكس مكانتها في ترسيخ مرجعية القرآن داخل الأمة.
وبيّن الباحث الجزائري أن الزهراء (عليها السلام) كانت صوتاً معارضاً للانحراف ومدافعة عن قيم الإسلام، وتمثّل بذلك «النسخة الحيّة المقاومة»، مؤكداً أنها أنجبت من فجّر روح الإسلام من جديد بدمه، في إشارة إلى الإمام الحسين عليه السلام الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وآله: «حسين مني وأنا من حسين».
كما استعرض سلايمية جملة من فضائل السيدة الزهراء (عليها السلام) في القرآن الكريم، ومنها ما ورد في صدر سورة آل عمران، وكذلك ما نزل من آيات في سورة الإنسان التي تصف إيثار أهل بيت النبي عليهم السلام وإطعامهم المسكين واليتيم والأسير لوجه الله تعالى.
وأضاف أن السيدة الزهراء (عليها السلام) كانت «الغوث الروحي والمادي» للأمة، تحمل همّ الناس وتقدّم حاجاتهم رغم شدّة ما تعانيه، مشيراً إلى أنها تمثّل أمّ المسلمين جميعاً، وأن محبتها جزء أساسي من الإيمان.
وتحدّث الباحث عن رؤيا شخصية رآها في منامه عبّرت عن عمق ارتباطه الروحي بالسيدة الزهراء عليها السلام، وبيّن أن الأمة خسرت الكثير حين فرّطت في إمامة علي عليه السلام، معتبراً أن دراسة سيرة الزهراء يجب أن تكون منهجاً علمياً في الجامعات لما تحمله من قيم أخلاقية وتربوية ودينية.
وختم سلايمية بالقول إن بيت السيدة فاطمة عليها السلام كان منارة للرسالة، وإن نمط حياتها في تربية الأبناء ورعاية الأسرة والدفاع عن الحق يمثّل نموذجاً ينبغي أن يُدرّس للأجيال، لما يحتويه من معاني الصبر والتضحية وحمل هموم الأمة.




