“كوب 30” تعتمد اتفاقاً مناخياً خالياً من خطة للتخلص من الوقود الأحفوري

“كوب 30” تعتمد اتفاقاً مناخياً خالياً من خطة للتخلص من الوقود الأحفوري
اعتمدت قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ كوب 30 اتفاقاً نهائياً لا يتضمن خريطة طريق للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، في خطوة أثارت خيبة أمل لدى الدول الأوروبية وحلفائها، بعد مفاوضات شاقة امتدت حتى ساعات الصباح الباكر وأدت إلى تأجيل اختتام القمة ليوم إضافي.
وجاء الإعلان عن الاتفاق خلال ختام القمة السبت، حيث قبل به الاتحاد الأوروبي على مضض، بعد مفاوضات قادتها البرازيل، الدولة المضيفة، لتجاوز الخلافات العميقة بشأن إجراءات خفض الانبعاثات وتمويل مشروعات المناخ.
الوثيقة النهائية تضمنت إشارات غير مباشرة فقط إلى التخلي عن الوقود الأحفوري، في ظل اعتراضات من دول منتجة للنفط ودول ناشئة، ما حال دون إدراج صياغة واضحة تطالب بالتخلص التدريجي منه، وهي النقطة التي تمسكت بها أوروبا طيلة أيام القمة.
إلى جانب ذلك، دعا الاتفاق إلى زيادة التمويل المخصص للدول النامية إلى ثلاثة أضعاف خلال السنوات العشر المقبلة، دعمًا لجهودها في التأقلم مع الظواهر المناخية المتطرفة، بينما أُعلن أنّ رئاسة المؤتمر ستصدر لاحقًا وثيقتين منفصلتين تتعلقان بالوقود الأحفوري وحماية الغابات، لعدم وجود توافق بشأنهما بين الدول المشاركة.
وقال مفوض المناخ في الاتحاد الأوروبي فوبكا هوكسترا إن اتفاق كوب 30 “مقبول رغم أنه أقل من الطموح المطلوب”، مؤكداً أن النص “يسير في الاتجاه الصحيح”. فيما اعتبر مراقبون أن المؤتمر مثّل اختبارًا لقدرة المجتمع الدولي على التماسك في مواجهة التغير المناخي، خاصة في ظل غياب الولايات المتحدة.
من جانبه، أوضح رئيس القمة آندريه كوريا دو لاغو أن عدم الوصول إلى توافق حول ملفات حساسة مثل الوقود الأحفوري يستدعي إعداد خارطة طريق جديدة خلال رئاسة البرازيل، قائلاً إن “النضج الكافي للتوصل إلى اتفاق شامل لم يتحقق بعد”.
وفي السياق ذاته، جدّد زعماء مجموعة العشرين المجتمعون في جنوب أفريقيا التأكيد على خطورة التغير المناخي وضرورة العمل الجماعي لمواجهته، في موقف بدا مغايراً لتوجهات الإدارة الأمريكية الحالية تجاه قضايا المناخ.




